يعتبر الفيتامين"و"من أهم الفيتامينات الموجودة في العالم العربي، وفي بعض مناطق العالم الإسلامي، فمن أهم مصادره: العلاقات الاجتماعية والمصالح المشتركة بين الأفراد والمجتمعات. لهذا الفيتامين العجيب الكثير من الفوائد، وقد يؤدي أحياناً إلى المفعول السحري لمعالجة الكثير من المشكلات، وقد شرح العلماء بأن هناك علاقة طردية بين المصدر والتأثير، فكلما كان المصدر"كبيراً"كان تأثيره أعظم وأسرع، والعكس صحيح، فعلى سبيل المثال، إذا كنت في إدارة حكومية تسعى لإنهاء معاملتك"بطريقة نظامية"، ورأيت ذلك المدير الذي قد قطب حاجبيه، وعبس في وجهك، ورفض إنهاء معاملتك لسبب ما، وقال لك"راجعنا بكره"، فبمجرد أن تقول له"أبو فلان يسلم عليك"، ترى حاجبيه ارتفعتا بمقدار سنتيمتر واحد إلى الأعلى، وتحولت التكشيرة إلى ابتسامة عريضة، وقد يضحك حتى تبدو نواجذه وتنتهي معاملتك خلال دقائق معدودة لمجرد اتصال من الفيتامين الكبير. التفسير العلمي لهذا التأثير الفسيولوجي الكبير هو أن مركز الابتسامة في المخ يتأثر بشكل مباشر بعد تناول فيتامين"و"، خصوصاً بعد سماع جملة"أبو فلان يسلم عليك"، ويؤدي ذلك إلى استرخاء في عضلات الوجه ولذلك تظهر الابتسامة المستعصية! على رغم وجود الفوائد الكبيرة - آنفة الذكر - إلا أنه قد تكون هناك أضرار كبيرة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، إذا ما تم تناول هذا الفيتامين بكثرة، خصوصاً على المدى الطويل، فمن أهم الأضرار الاجتماعية: القضاء على العدل والشفافية، وهضم حقوق الآخرين، فعلى سيبل المثال إذا تخرج أحد الطلاب من الثانوية العامة بتقدير مقبول جداً ولكنه يملك مصدراً كبيراً للفيتامين"و"فإنه يستطيع الحصول على قبول في إحدى الجامعات الراقية، وفي التخصص المطلوب، ولكن العجيب في أمر هذا الفيتامين السحري بأنه ينتهي تأثيره بمجرد الخروج من حدود العالم العربي، لأنه محرَم دولياً في دول العالم الأول. سعد الدهلوي - الرياض جامعة الإمام