كما تعرفون، إن بلدنا تعتمد على الفلكيين من دون الرؤية في تعيين الأشهر القمرية، وفي رمضان الماضي انفردت بلدنا مع طائفة من العراقيين بالفطر، الكثير من الناس صاموا يوم العيد بحجة أن الرؤية لا تثبت إلا بالعين، وأن شرقنا وغربنا من دول العالم الإسلامي صائمون، وأن الهلال قد ولد على ما قال الفلكيون في الظهيرة، ولا يمكن رؤيته عند غروب يوم الشك، فهل عملهم هذا مشروع؟ أفتوني مأجورين. - الصواب أنه لا عبرة بالحساب الفلكي"لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ، الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا". وَعَقَدَ الْإِبْهَامَ فِي الثَّالِثَةِ. أخرجه البخاري 1913 ومسلم 1080. وقال سبحانه وتعالى: فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[البقرة:185]. وقال عليه الصلاة والسلام:"صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لرؤيتِهِ، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ". أخرجه البخاري 1900 ومسلم 1080. وفي لفظ:"فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلاثِينَ". أخرجه البخاري 1909. والأحاديث في هذا كثيرة، فالصحيح أن الشهر يدخل بأحد أمرين: الأمر الأول: رؤية هلاله. الأمر الثاني: إكمال عدة شعبان ثلاثين يوماً إذا لم يُرَ الهلال. ومثله ? أيضاً - شهر شوال يثبت بواحد من أمرين: رؤية هلاله ممن تعتبر رؤيته، والثاني: إكمال عدة رمضان ثلاثين يوماً. وأما بالنسبة لوضعكم، وأن بلدكم يتابعون الحساب فيظهر لي أنك تصوم وتفطر مع الناس، فإذا كان الناس يصومون ويفطرون بالحساب الفلكي فإنك تتابعهم"لحديث أبي هريرة، رضي الله عنه:"الصَّوْمُ يومَ تَصومُونَ، والفِطرُ يومَ تُفْطِرُونَ". أخرجه الترمذي 697 وأبوداود 2324 وابن ماجة 1660. والله أعلم.