المملكة العربية السعودية، بقيادة"ملك الإنسانية"عبدالله بن عبدالعزيز، تجسد ضمير الأمة الذي لا ينام ولا يفاوض ولا يداهن على ثوابت الحق ومبادئ الإنسانية للشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، وحتى أكثر شعوب العالم بؤساً وفقراً التي لا تربطها مع المملكة مصالح سياسية أو استراتيجية أو روابط عرقية أو دينية أو جغرافية أو تاريخية، التي حظيت بمساعدات لا حصر لها من مملكة الإنسانية التي لا تعرف حدوداً أو مدى لروح العمل الإنساني، وكيف ننسى ما قدمته السعودية لشعوب الدول النامية والمنكوبة التي عانت من الحروب والجفاف والقحط والفقر والأمراض، لذا جاء تسلمها رئاسة اللجنة الاستشارية ل"وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى"اونروا، لتكون أول دولة عربية مانحة تتولى الرئاسة في هذه المنظمة التي تتكون من 23 دولة، وتنشط في دعم 4.7 مليون لاجئ فلسطيني موجودين في 58 مخيماً وخارجها. العاقل المتأمل في واقع هذه الدول الصغيرة والمهمشة سياسياً يدرك جيداً عدم وجود مصالح مباشرة للمملكة من ضخ المساعدات المالية والطبية، أو حتى روابط دينية أو استراتيجية أو جغرافية، كما أنها لن تستطيع أن تقدم شيئاً في المقابل للمملكة ولا توجد لديها جاليات سعودية تقطن بها أو مؤسسات أو شركات تجارية، وإنما هي دستور واستراتيجية سعودية وحكمة قائد حكيم، قبل ان يكون حاكماً، في أن تشكل المملكة مركز ثقل عالمياً يعكس معنى دولة القيم الإنسانية"وجسدت المعنى الحقيقي للعدالة الإسلامية السمحة"، كما أن السعودية لم تسعَ لأن تكون طرفاً في تكتل سياسي تقوم مواقفه وتحركاته في تقديم المساعدات على المصالح، وفي السياق ذاته فإنها لم تعزل نفسها عن العالم في دول عدم الانحياز، بل بادرت لأن تكون طرفاً إيجابياً وفعالاً في القضايا الإنسانية والعلمية وصنع التاريخ والتنمية والتطوير لهذه الدول، ناهيك عما تقدمه المملكة للدول الإسلامية والعربية الشقيقة التي تأتي القضية الفسطينية في مقدمها، ناهيك عما قامت به في دعم البنوك العالمية لتجاوز الأزمة العالية. السعودية الدولة الأولى في العالم من حيث نسبة ما تقدمه من مساعدات إلى إجمالي الناتج القومي، ففي حين تبلغ النسبة التي قررتها الأممالمتحدة للدول النامية المانحة للمساعدات بألا تقل ما تقدمه لهذا الغرض عن"7. في المئة"من إجمالي دخلها الوطني، فإن إجمالي ما قدمته السعودية من مساعدات إنمائية ميسرة من خلال القنوات الثنائية والإقليمية والدولية تجاوز هذه النسب العالمية بكثير. يكفينا التصريح الأخير للمفوض العام ل"اونروا"فيليبو غراندي ل"وكالة الأنباء السعودية":"إن المملكة تعد شريكاً مهماً للوكالة، وبأن زيارته لها هي الأهم، إذ ستنتقل الرئاسة الدورية للمملكة لمدة سنة كاملة، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ المنظمة الممتد ل"60 عاماً"التي تتولى فيها دولة عربية مانحة رئاسة اللجنة الاستشارية للمنظمة، وأظنها فرصة عظيمة لتباحث المسائل المتعلقة في هذا الخصوص مع المسؤولين السعوديين"، وأفاد أن من أهم الأولويات التي قدم من أجلها، تقديم الشكر للقيادة السعودية التي دعمت بقوة"أونروا"سياسياً ومالياً وأخلاقياً، خصوصاً في السنوات الأخيرة الماضية، مثمناً المواقف الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. أننا نقف احتراماً وإجلالاً أمام هذه القيادة وشعبها الطيب، ونجدد الشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين، وإلى النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، والمشرف العام على حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني الذي حاز على جائزة المانح المميز لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى"الأنوروا"، إذ إنه أول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة، الذي أكد أخيراً اهتمام وحرص الشعب السعودي كافة على دعم إخوانهم الفلسطينيين من خلال حملات التبرع وحملات الإغاثة التي يتم تنظيمها في المملكة في مناسبات مختلفة، والتي كان آخرها قوافل المساعدات التي أنطلقت إلى قطاع غزة المحاصر عبر منافذ مصر والأردن... كما أن الفلسطينيين القابعين تحت الحصار في قطاع غزة، وكذلك في الضفة الغربية، وأبناء المخيمات، وأبناء القدس واللاجئين، يدركون جيداً بأن خلف حصارهم يد خير تمتد إليهم بجسر من المساعدات الانسانية لم ينقطع تدفقها، ناهيك عن المواقف السياسية والانسانية الحاضرة في كل المحافل العربية والاسلامية والدولية لنصرة الحقوق العادلة للقضية الفلسطينية، وترفع صوتها دائماً لوقف الاعتداءات الصهيونية الإجرامية. وأخيراً، قدمت المملكة الكثير تجاه إخوانهم في فلسطين تمثلت في اللجنة السعودية لدعم"انتفاضة الأقصى"عام 2000، علاوة عن اللجان والحملات الإغاثية السعودية، واللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني بشكل خاص من برامج إغاثية ومشاريع إنسانية، وتعاون مشترك مع المنظمات الدولية في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وتغطية الكثير من برامج ونشاطات"الأنوروا"لتؤدي دورها الإنساني على أكمل وجه تجاه تلبية حاجة 70 في المئة من المتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني في الخدمات الإغاثية، التعليمية، الإيوائية، الصحية، والاجتماعية، علاوة عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين"اتفاق مكة"وكل ما جرى من جهد لرأب الصدع الفلسطيني، علاوة عن التسهيلات الخاصة بالحجاج الفلسطينيين، سلة رمضان الغذائية، وفتح أبواب المستشفيات، ونقل الجرحى ومعالجة المعوقين، ومساعدة أسر الشهداء وذوي الاسرى والأسر المحتاجة، وأصحاب المنازل المهدمة والمزارع والجمعيات الخيرية ودور الأيتام. - جدة [email protected]