قال من قال، وأفتى من أفتى، وانتهت تصفيات جميع الأدوار، ليتقابل الهلال مع الأهلي على كأس ولي العهد. وبلا أدنى شك هما الفريقان اللذان يستحقان الوصول لمباراة النهائي، عطفاً على ما قدماه من مستويات في المباريات الفائتة. فالأهلى تغلّب وبجدارة على الفتح، ومن ثم خاض ملحمة كروية أمام الشباب الكبير، وفاز بركلات ترجيح تاريخية، وأقول تاريخيّة ليس لما شاهدناه من انعكاسات دراماتيكية على مسؤولي ولاعبي النادي الأهلى فحسب، ولكنّها تاريخية لأنّها أعادت"قلعة الكؤوس"لمكانه الطبيعي في منصّات التتويج. والهلال كعادته يصل للمنصّات بخبرة لاعبيه، ودعم جماهيره الكبيرة الموجودة في كل مكان، على رغم ولوجه بين أنياب الذئب النجراني، الذي كاد ينال منه حتّى آخر ثواني مباراتهما الأخيرة، التي أهّلت الكتيبة الهلالية لنهائي الليلة الكبير. وكالعادة تدور الحوارات والمهاترات في ما يخص توزيع الحضور الجماهيري لهذا النهائي، وكأنّنا في كل عام نخوض هذه التجربة للمرة الأوّلى. فكل رئيس ناد يخرج بتبريراته الخاصّة به، التي تدعم فريقه وفريقه فقط، وتبقى اللجان المسؤولة تدرس وتدرس، ومن ثم تخرج بقرار، إن لم يرضى به أحد الأطراف، فلن يرضى به الطرفان. فقرار الحضور المبني على مبدأ"من سبق لبق"قد يكون حلاً جيّداً تحت ظروف أخرى مختلفة. ولكن الذين اتخذوا مثل هذا القرار يعرفون جيّداً أن اختلاط الجماهير، في ظل وعي محدود عند بعض الجماهير، التي تنظر لمشجعي الفرق الأخرى على أنّهم ألد أعدائهم هو أمر في غاية الخطورة، ويدعو للدهشة بأن يتم اتخاذه من مؤسسة رياضية لها تاريخها الطويل في هذا المجال، هذا من جهة! ومن جهة أخرى، يجب دائماً أن يتم البت في مثل هذه الأمور قبل بدء الموسم، لكي يعرف كل نادٍ ما له وما عليه قبل موعد الحدث بشهور، وليس قبله بيومين أو ثلاثة. وللتذكير ففي نهائيّات مسابقات الكؤوس التي تكون نهائيّاتها في الملعب الذي يكون في موقع راعي المباراة، والّتي يكون أحد طرفيها من خارج هذه المدينة، والآخر من هذه المدينة، دائماً ما يكون الحل الأمثل هو لعب مباراة ذهاب في أرض الفريق الضيف، ومن ثم لعب النهائي في أرض الفريق المستفيد من الأرض والحضور الجماهيري الأقوى. لا أجد أي سبب أو عذر يمنع المسؤولين من القيام بمثل هذا التعديل، الذي سيغنيهم عن الكثير من المشادّات والمهاترات والتأويلات! ولا أجد أي مبرر في أن نقوم بتقليد الدول القلّة، التي تلعب النهائي بمباراة واحدة في أرض راعي المباراة، اذ انّ هذه الدول عادة ما تكون صغيرة جداً في المساحة، ويكون وصول جماهير الفريقين لموقع المباراة سهلاً للغاية. والوضع في المملكة يختلف كثيراً، اذ انّنا قارة مترامية الأطراف، ووصول جماهير الفريق الضيف لموقع المباراة دائماً ما يكون شديد الصعوبة، وحتّى لو كان لهذا الفريق الضيف جماهير جرارة في كل مدينة، يبقى لهذ الفريق حق اللعب على أرضه مناصفةً. [email protected]