شهد اليوم الثاني لمعرض شباب الأعمال «انطلاقات» في دورته الرابعة تحركاً شبابياً ولقاءات استشارية سريعة شهدتها أروقة المعرض المقام في أرض المعارض والمؤتمرات في جدة. وشُكلت خلال فعاليات المعرض أمس مجموعات من الشباب والشابات تلتقي كل مجموعة منها مع رجل أعمال متخصص لمدة عشر دقائق يعرض كل منهم ما لديه من خبرة وأخذ للاستشارات من المتخصصين، ونجح خلالها الشباب والفتيات من خلال لقاءاتهم مع رجال الأعمال والمتخصصين في إقناعهم بالاستثمار في مجال تخصصاتهم على اختلافها في زمن لم يتعد 90 ثانية. وطالبت ألأكاديمية والخبيرة السعودية المتخصصة في التخطيط الاستراتيجي الدكتورة نوف بنت عبدالعزيز الغامدي بضرورة تقديم التسهيلات والتيسيرات لشباب وشابات الأعمال في أعمالهم ومشاريعهم من الجهات ذات العلاقة، مشيرة إلى أن أكثر من 60 في المئة من شباب الأعمال يعتبرون أن من أهم العقبات التي تواجههم عقبات خارجية تتعلق بالتنظيمات والإجراءات الحكومية، بينما العقبات الداخلية تتعلق بتقديراتهم الذاتية في إدارة المنشآت. وخاطبت الخبيرة الغامدي شباب وشابات الأعمال بضرورة الدخول في عصر التحالفات والاندماجات لتكوين كيانات اقتصادية قوية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية. وقالت الغامدي إن طرح برنامجها لتطوير أعمال المنشات المتوسطة والصغيرة في المملكة خلال افتتاح المعرض يستهدف أكثر من نصف مليون منشأة متوسطة وصغيرة في السوق السعودية، مجددة المطالبة بدعم شباب الأعمال مهنياً ومادياً ومعنوياً وفكرياً، مضيفة أنهم يشكلون 70 في المئة من قوة العمل بأكثر من ثلاثة ملايين في السعودية والبالغ عددهم 4 ملايين فرد تقريباً. وأضافت أن الدراسات تقول إن 35 في المئة من شباب الأعمال يعتمدون على منشآتهم التي يديرونها كمصدر رزق وحيد، فيما يعتمد 45 في المئة على استثمارات أخرى، والنسبة المتبقية تعتمد على وظائف حكومية، محذرة من عدم تركيز شباب الأعمال على إدارة منشآتهم واعتمادهم على استثمارات ووظائف أخرى، ما يقلل من فرص نجاح منشآهم وبالتالي حرمانهم من الإبداع والابتكار. واعتبر مستشار التسويق سعيد باعقيل مفهوم التسويق في المملكة العربية السعودية بأنه ضعيف وبحاجة إلى أساسيات قوية ليقوم بالشكل الصحيح، مشيراً إلى أنه من خلال عمله في المملكة العربية السعودية خلال السنوات الماضية في الترويج التسويقي العلمي، وجد أن أحد الأساسات التي يجب اتباعها كأفراد هي خدمة المؤسسات الحكومية والأهلية وغيرها بالفكرة العلمية التسويقية الحديثة، ونصح الشباب بأن يجعلوا الطموح للنجاح أحد أهدافهم الرئيسية وصولاً إلى تحقيق أحلامهم بعد تخطي العقبات التي تواجههم. من جهة ثانية، عقدت ورشة عمل أمس ضمن فعاليات المعرض، ضمت عدداً من رجال الأعمال على رأسهم رئيس مجلس إدارة شركة نسما القابضة صالح التركي، وطرح المستثمرون مجموعة من الأسئلة والاستشارات لجموع الشباب المشارك في الورشة. وحضرت تجربة المصعد الكهربائي من خلال «فقرة تخيل نفسك في مصعد»، وهي فقرة تتيح 90 ثانية فقط ليقنع أحد الشباب المستثمر بفكرة مشروعه ليحظى بالمشاركة والدعم قبل أن يتوقف المصعد، وسجل الحضور إعجابهم بالفكرة. وأكد رئيس لجنة شباب الأعمال ايمن جمال ل»الحياة» أن الملتقى سيتيح للشباب الباحث عن المشورة في مجال الأعمال أن يحصل عليها من المستثمر أو رجل الأعمال مباشرة ومن دون قيود من أجل تطوير الأداء وتحقيق تواصل مباشر مع أصحاب الخبرة في الوقت ذاته» كما حضر المنشد المعروف مشاري العفاسي، وكان النموذج للموهبة التي تحولت إلى مشروع إعلامي قدمه الملتقى ليعرض مجموعة أعماله التي انشدها طوال مسيرته وكذلك الجديد منه. واعتبر صالح التركي في حديثه ل «الحياة» أن هذه التظاهرة الشبابية تؤكد أن هناك رغبة حقيقية وطموحاً كبيراً لدى الشباب، لتحقيق الذات ثم لوضع بصمة في عالم الأعمال الذي لايمكن الاستهانة به وبصعوباته التي تكون محبطة أحياناً.