استعرض الناقد قليل الثبيتي، تاريخ النقد القصصي في المملكة في محاضرة نقدية، نظمتها أخيراً لجنة"إبداع"في نادي الطائف الأدبي التي يرأسها الدكتور عالي بن سرحان القرشي، في أول نشاط لها بعد عودتها للنادي. وتناول الثبيتي في محاضرته محاور مؤثرة في تاريخ نقد القصة القصيرة في السعودية، مشيراً إلى نقد القصة مر بثلاث مراحل ولكل مرحلة اتجاهات نقادها. وبدأ بالبواكير الأولى لنقد القصة والتي بدأت من عام 1344 وحتى 1384، متناولاً ظهور النقد القصصي بعد فترة وجيزة من ظهور القصة في الحجاز، مشيراً إلى أن النقد القصصي كان في هذه المرحلة عبارة عن مقالات نقدية. وبيّن أن النقاد السعوديين الأوائل"مارسوا طرح آرائهم النقدية انطلاقاً من قناعاتهم بان الإنتاج الأدبي لا غنى له عن النقد"، لافتاً إلى أن النقد كان -في هذه المرحلة-"مرتكزاً في الدرجة الأولى على الخصومات الأدبية، والتي تنشأ لغرض شخصي ونزعة ذاتية مما أدى إلى ظهور معارك نقدية خاضها نقاد الأدب السعودي، كما حدث بين محمد حسن عواد وعبدالقدوس الأنصاري". وفي المرحلة الثانية التي وصفها بمرحلة النقد الكلاسيكي، وجاءت بين عامي 1384 إلى عام 1404، أشار إلى ظهور الجيل الأول من الأكاديميين السعوديين أمثال الدكتور محمد الشامخ والدكتور منصور الحازمي والدكتور محمد بن سعد بن حسين،"و أخذ هذا الجيل يحاول تأسيس اتجاه نقدي تمتزج به الصبغة الأكاديمية، بعد أن كان النقد القصصي يئن تحت وطأة الأهواء الشخصية والآراء النقدية المتعجلة". ثم تناول محور النقد النظري في هذه المرحلة والأدوات ومقاييسهم النقدية لدى أصحاب هذا الاتجاه. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، تناول الثبيتي النقد الجديد أو ما أسماه ب"الحداثة" والتي حصرها خلال الفترة من 1405 إلى 1420 وشهد ظهور الجيل الثاني من الأكاديميين السعوديين، الذين درسوا في الغرب وتسلحوا بثقافته، فأخذوا يقدمون أطروحات جديدة ذات توجهات نقدية حديثة كأمثال الدكتور عبد الله الغذامي، والدكتور سعد البازعي والدكتور معجب العدواني. وفي المداخلات قال الدكتور عاطف بهجات إن مصطلح التعاضد بين الناقد والنص"يمكن أن يستبدل بالتآلف"بينما أشار إلى أنه في الأجناس الأدبية"لا يمكن أن تكون الرواية قصة، إذ تم اختصارها"، لافتاً إلى أن هذا المأزق وقع فيه كثير من الكتاب المصريين في فترة من الزمن. وأشاد الدكتور عالي سرحان القرشي بتعمّق المحاضر في بحثه ووضوح شخصيته، مشيراً إلى أنه يعي منذ زمن"دور الثبيتي في البحث في تاريخ القصة القصيرة السعودية"، لكنه أخذ عليه غيابه عن المشهد الثقافي.