جاء الفتى الموهوب مهند عسيري للوحدة من أرض الجنوب الساحرة وتحديداً من محايل عسير ليُسطر الإبداع والإمتاع مع فرسان مكة، ويُشعل قناديل الفرح بين الجماهير الكبيرة والغفيرة، هداف واعد من طراز فريد، تشرّبت عروقه من حب الكيان الوحداوي حتى بات واحداً من أبناء النادي الأوفياء، يعشق الوحدة وشعارها الأحمر والأبيض والجماهير الوفية حتى النخاع، وأوفى بوعده ووقع مع الفرسان لمدة ثلاث سنوات رافضاً العروض الكبيرة والإغراءات المادية من الأندية السعودية في الأيام الماضية، ليُجدد لغة الوفاء والانتماء التي قلّ أن توجد في زمن الاحتراف الذي لا يعترف إلا بالمال والسطوة المالية. ودخل الهداف البارع والمهاجم اللامع مهند عسيري المولود في شهر صفر 1407 قلوب الوحداويين كافة وبات النجم الذي لا يُشق له غبار في الفريق، يأتي أمتداداً لجيل الهدافين الأفذاذ الذين مروا على الفريق عبيد الدوسري والشمراني والمحياني، تتغنى به الجماهير كثيراً في المدرجات، وتتفاعل مع أهدافه الجميلة، ولمساته الفنية المثيرة، ولسعاته الرأسية المدمرة، يتألق ويبدع في كل لقاء ويزداد تعلق الوحداويين به، يحرز الأهداف الرائعة على طريقة كبار الهدافين ويقبل الشعار الوحداوي بعدها في مشاهد حب ووفاء للنادي الذي قدمه لساحة الأضواء والنجومية لم تتعود عليها الجماهير الوحداوية منذ زمن بعيد، لاعب فذ يُجسد لغة الموهبة الكروية الحقيقية والقدرات التهديفية والوفاء والمثالية في قالب الوحدة، ويزداد توهجاً وتميزاً وتألقاً يوماً بعد يوم في دوري زين السعودي الذي أصبح من أبرز وأميز منافسيه على لقب هداف الدوري بعد"هاتريك"نجران الذي رفع رصيده التهديفي إلى 8 أهداف. وشق الفتى الجنوبي الموهوب مهند عسيري طريقه إلى عالم الإبداع والنجومية منذ سن باكرة، وتحديداً من فريق الشهيد في محايل عسير الذي سطر من خلال فريقه الشاب أروع عروضه الكروية وقدم معه أجمل مستوياته الأدائية تحت إشراف المدرب الوطني موسى عسيري، ليخطف أنظار مدافع الوحدة السابق خالد عبده الذي يعمل موجهاً تربوياً هناك، ويعرضه سريعاً على مساعد مدرب شباب الوحدة عبدالله القرشي إبان دورة التعليم التي أقيمت في محايل عسير قبل ستة أعوام. ولعب عسيري ربع ساعة فقط مع منتخب عسير التعليمي أمام منتخب مكةالمكرمة قدم فيها أداءً لافتاً قبل أن يتعرض لإصابة قوية كلّفته الخروج من الملعب، ليُسارع قرشي الوحدة مع مدير الكرة حسين الزبيدي لإبلاغ المشرف العام على قطاع الناشئين والشباب في الوحدة العقيد فارس القرشي الذي بدوره أنهى صفقة انتقال اللاعب لصفوف شباب الوحدة، ومن يومها كتب عسيري شهادة ميلاده الفعلية في عالم المستديرة، حتى وصل إلى الفريق الأول في العام الماضي، وأخذ فرصته كاملة في هذا العام مع المدرب البرتغالي غوميز الذي فجر موهبته التهديفية وجعله المهاجم الأول في فرسان مكة وتلّقبه الجماهير الوحداوية ببعض الألقاب الرنانة ومنها المدمرة 14 والجوهرة الحمراء والسيف الوحداوي والبلدوزر.