حركت فتاة مصابة بمرض الإيدز قلوب الحاضرين داخل مقر الحفلة وهي تتصدى لشرح معاناتها ومعاناة البؤساء من رفاقها المرضى. وقالت والبكاء يحجرش صوتها وهي تخاطب المجتمع"شكراً يا عزيزي المجتمع إن أنت وقفت معي في حربي القادمة، ولن أحزن كثيراً، إذا خذلتني، فالأيام علمتني ما لم أكن أعلم". وأضافت"أيها الحضور جربوا أن تعيشوا يوماً واحداً فقط باسم مستعار وقناع مكمم على الوجه لتعرفوا حجم المعاناة التي أجدها، نعم أحلم بغد أجمل أصبح فيه صحافية أكتب بالقلم والألم عن معاناة الفئات المهشمة في كل مكان، عن قضاياهم، وآلامهم، وطموحاتهم لأحرث في قلوبهم التفاؤل وأزرع بذرة من سنابل الفرح تعينهم في مواسم الحصاد والتعب. وزادت"لن أقف اليوم لأ توسل لدموعكم الحارة، ولا لدعوات بعضكم الباردة، إنني أقف أمامكم الليلة وفي عيني تعبر ألف دمعة ذكرى ، وألف طابور من الحكايات المؤلمة ورائحة المستشفيات والموت معاً، ياسادة مرت علي ما يقارب ثلاثة آلاف يوم منذ زرع المرض وجوده في جسدي في الوقت الذي كنت أحلم فيه بالألعاب والحلوى صرت أحلم بالأدوية والشفاء، منذ الخامسة من طفولتي وهذا المرض يتجول في شراييني ومعه تتجول نظرات زميلاتي ومجتمعي لي وكأني كائن غريب لا يصح الاقتراب منه". وتواصل حديثها والهدوء خيم على أرجاء القاعة" على رغم كل ذلك لست من قائمة المحبطين والمحبطات، أذاكر دروسي، وأنجح بتفوق، منذ بواكير عمري وأنا كغيري أدفع فاتورة المرض من كل شيء أتنقل من مدرسة لأخرى أسمع يومياً عشرات العبارات التي تؤذيني وقليلون من الناس الذين يحبوني، ولكن ليس في قلبهم شفقة علي وهذا ما يزعجني، لم يبق لي سوى وسادتي هي صديقتي الوحيدة التي أشكي لها همي". وتؤكد تمسكها بالأمل والصبر وتقول"ليس معي سلاح سوى الأمل في الله وأن تحفل الأيام المقبلة بعلاج يقتلع هذا المرض من جذوره، لقد أتعبني بوجعه وأتعبته بقوتي وسأنتصر عليه دوماً باذن الله ودعم المحيطين لي ، كنت أتمنى أن أكون أمامكم لأغني أنشودة كغيري من الأطفال أن أفرح كالفراشات، أن أسابق العيد بالبالونات والضحكات، أن أسافر مع الصباحات لمساءات البهجة والمدن الترفيهية لكن قدري غير". وتشير إلى أن اهتماماتها باتت محصورةً كثيراً وتضيف"اهتماماتي اليوم أصحو لأتصفح وجهي في المرآة، ثم شحن نفسي بطاقة كبيرة من الصبر لأواجه مصيري وأظل أحلم حلماً واحداً أن تأتي اللحظة التي أنتصر فيها نهائياً على المرض ووقتها فقط ستكتمل فرحتي وسأوزع الكعك والحلوى وأناشيد العيد".