بهذا العنوان بدأ"أبو حسين"، كما يحلو لنا أن نطلق عليه نحن العرب، خطابه المختلف على المستوى الشخصي له، وعلى الصعيد السياسي العام، سنعشق نحن المعنيين بالخطاب كنيته أكثر، لا حباً في بلاده، وإنما قناعة منا في أنه بات يعرف لغتنا، ويحبها، ويخاطبنا كما نفهم أو كما نريد، انطلق بعد ذلك"باراك حسين أوباما"، وأنا هنا أقدمه باسمه الثلاثي المعروف، مع أنه في هذا المكان ومن هذا المنبر ليس بحاجة لبطاقة شخصية، حَضَرَ أنيقاً بخطبة فلسفية مطاطية، يذهب بشيء منها الى القلب ليراوغ ويحاور وفي كثير من الزوايا يصل، ثم يخاطب العقل عن طريق الطرق الخفيف الذي يحترم فيه اتساع جباهنا، ومساحة حضورنا الذهني، وكذلك يختبر معه تفاعلنا الذي نعرف مسبقاً انه لن يتجاوز جدار الكلام، ولعل الخطاب أو الخطبة، ولنختر منها ما نشاء حيث إن الأخيرة على وجه التحديد اعتدنا وتعودنا عليها وصرنا ننتقدها ان ضغطت الوقت واختصرت المضمون هو الأطول وهي الأجمل بمقاييس العلاقة ومؤشرات التفاؤل، تفاوت الجمال في السطور مع الآراء، وردود الفعل، وتباين المحتوى بين أنه يشكل خريطة طريق جديدة، وقفزة هائلة في العلاقات. تخيلت وخفت انه قال رتبوا مصادر التوتر التي يجب أن نجابهها سوياً لنضع الأيدي عليها واحدة تلو الأخرى للارتقاء، التخيل حق مشروع ولكن الخوف الشخصي الذي لحق بشرعية التخيل ألا نتفق على ترتيب واضح أو لا نصل لأولويات في خطوات العلاج، خفت أيضاً ان نضع مصادر التوتر الخمسة"التطرف، قضية فلسطين، الأسلحة النووية، الديموقراطية، الحرية الدينية"على خط ساخن واحد وطاولة مواجهة لا تقبل أنصاف الحلول فتتحول الخطبة التاريخية الطويلة في الأذهان إلى مجرد دغدغة مشاعر - مع تفاؤلنا بالسلام عليكم -"ونعتبر السطور دكاكين لبيع الكلام، نمحوها من الذاكرة ونستبدلها فوراً بالأفكار والقناعات والرؤى والرؤية ذاتها تجاه الآخر! أخشى ان تلهينا لغته الذكية، وعبارة الاثارة التي اختارها في السلام، عن تقبل واستيعاب وفهم المحتوى، قد يجد الصديق لخطابه هذا مدخلاً ومبرراً إن هو أخطأ في السياسة القادمة، حينها سيقول بجرأته الواضحة وذكائه الى الآن"من خطب وانذر فقد أعذر"مع انه يجتهد ويجاهد في تسديد الديون التي تراكمت من السلف للخلف لتغيير قناعة العقول واحتلال القلوب. يظل الخطاب التاريخي الطويل واحداً من أكثر الخطابات التي مُلئت بالوعود والمكاشفات والصراحة والوضوح والمباشرة قدر الامكان وبلا تجريح، ويبقى المضمون الأنيق فاتحاً لصفحة جديدة ومرهماً موقتاً يوضع على الجراح، وتسللاً احترافياً في الوصول الى القلوب التي تحتلها المفردات والعبارات والكلام المرتب، وتعشق لغة الالتفات، والتربيت على الظهر ولو بجمل عدة، هو أعطانا مفاتيح الابواب التي يعتقد انه لا يمكن فتحها الا وهو بجانبنا، وهذه مساعدة لطيفة في صيغة تحدي لقناعته اننا لم ولن نجرؤ على فتح أبوابنا الداخلية دون أن يكون بجانبنا أحد، هو قال لنا في البداية وللجميع"السلام عليكم"خالصة من كل تفسير وتأويل، فهل نجرؤ ان نرد بهدوء"وعليكم السلام"؟! [email protected]