لقد قرأت باهتمام مقال السيد داود الشريان في صحيفة"الحياة"ورداً على ذلك، أريد أن أوضح لقرّائكم بعض النقاط من أجل تنوير رؤيتهم حول التطورات الأخيرة المتعلقة بقضية ارتداء النقاب في فرنسا: - لقد اقترح 65 نائباً، ينتمون إلى جميع التيارات السياسية، تشكيل لجنة تحقيق حول مدى انتشار هذه الظاهرة، بالطبع، لا يزال هذا التطور هامشياً مع أنه يبدو متزايداً ويصدم النسيج الاجتماعي والثقافي الفرنسي، إنه من الطبيعي بمكان أن يقترح الرئيس ساركوزي، وهو ضامن الديموقراطية الفرنسية، نقاشاً في البرلمان كي يتسنى لتمثيلنا الوطني أن يعرب عن رأيه حول هذا الموضوع الاجتماعي. - عندما يعلن الرئيس ساركوزي أن النقاب غير مرحب به في فرنسا، إنه لسان حال قلق غالبية الفرنسيين الساحقة في ما يتعلق باحترام حريات المواطن الجوهرية في فرنسا، هل ارتداء النقاب خياري أو مرغم؟ هل يشكل تعدياً على حرية"الضمير"وعلى كرامة المرأة؟ هل انه يشكل عائقاً أمام السلامة العامة: مشكلة تحديد الهوية أو قيادة المرأة للسيارة؟ طبعاً، إن هذه الأسئلة شرعية وتستحق النقاش بطريقة ديموقراطية. - كما ذكر بذلك عمدة مسجد باريس، إن ارتداء النقاب ليس ملزماً في القرآن الكريم، نعلم تماماً أن البرقع ذا أصل باتشون وقبل الإسلام، أما ارتداء النقاب فيدافع عنه فقط الأصوليون الإسلاميون، عكس ما تمارسه الغالبية العظمى من المسلمين. - إن القلق الذي يعرب عنه البعض في فرنسا، لا سيما بعض المسلمين، هو أن يؤدي ارتداء النقاب إلى عزل المرأة عن كل الأمور التي تسهل الحياة الاجتماعية"تبادل مع الآخر"، وأن يرهن هكذا اندماجها في المجتمع الفرنسي، لذا يعتبره البعض كرمز تعصب، وتعلمون أن فرنسا حريصة أقصى الحرص على قضية التعصب"الإشارة إلى الحكم الحالي ضد الكنيسة السيانتولوجية". بشكل وجيز، ونقيض ما يؤكده البعض، ان قضية ارتداء النقاب في فرنسا لا تشكل مشكلة بين فرنسا والإسلام، يكمن الأمر بكل بساطة بمناقشة، بشكل ديموقراطي، ظاهرة تصدم التقاليد الاجتماعية الثقافية الفرنسية ويجب بالتالي التأكد أنها لا تخالف قيم الديموقراطية الفرنسية الجوهرية"حرية الضمير وكرامة المرأة..." بالتالي، إثارة أي جدل لن تكون في محلها، بينما يتعين بالعكس تحية أي نقاش ديموقراطي حول قضية اجتماعية حساسة. أرجوكم قبول التعبير عن وافر تقديري واحترامي. برتران بزانسنو - سفارة جمهورية فرنسا