سجّل عدد من الموهوبين اليمنيين الشباب ابتكارات في مجالات مختلفة أخيراً. ويشعر معظمهم بأنه يعمل في ظروف شديدة الصعوبة وفي بيئة تكاد تخلو من الدعم والتشجيع، في وقت يفتقر اليمن الى مراكز بحث يمكنها أن تحتضن مشاريع الابتكار والاختراع. وفي ما يبدو أنه محاولة لتجاوز الإحباط، تداعى أخيراً عدد من أصحاب الابتكارات إلى تشكيل أطر تمكّنهم من اللقاء مع بعضهم بعضاً، وكذلك تُعرّف بجهودهم وتساعد على تنميتها. وتعاونوا لإطلاق موقع «أجادو.كوم» الذي يعتني بمجالات مثل التقنية والبيئة والإبداع والاختراع والابتكار. وفي مثال لافت، أظهر «أجادو» ابتكارات محمد عبدالكريم الغابري مثل جهاز التخلص من عوادم المركبات وتحويل ثاني أوكسيد الكربون إلى أوكسجين. وشكّل الموقع أيضاً مساحة لتلاقي المبدعين مثل همدان نضال هاشم الذي ابتكر روبوتاً على هيئة سيارة، تقدر على إنجاز وظائف متعدّدة. وبالتعاون مع همدان، أنجز ماجد الغابري أخيراً جهازاً لقياس حجم السوائل من بُعد. ويمكن ربط الجهاز بشبكة الانترنت والهاتف النقال. ويتخصّص حصرياً في قياس وقود الديزل. وظهر كتلبية لحاجة استدعتها ظروف وظيفة صاحبه الذي يعمل في قسم الكهرباء في شركة للهاتف النقال. وأوضح أن توزّع مولدات الطاقة على المحافظات أدى إلى بروز تلاعب بوقود الديزل وعدم القدرة على ضبط المخزون. ففكر الغابري بابتكار جهاز يمكن نظرياً من قياس حجم الوقود على مدار الساعة، من المكتب الرئيسي في صنعاء، فيغنيه عن مشقة التنقّل بين المدن اليمنية. ويحضّر أعضاء «أجادو» مع نظراء لهم لإشهار «اتحاد المخترعين اليمنيين»، بهدف إيجاد إطار يجمع جهودهم، ويُعرّف بها. ويرجح هؤلاء وجود قرابة 200 مخترع يمني سجلوا ابتكارات لدى الجهات الرسمية، بيد أن معظمهم غير معروف وعادة ما يشتغلون في شكل فردي وبوسائل تقليدية. ويعتقدون بأن قلّة من اليمنيين تملك تأهيلاً علمياً عالياً لتخوض عالم الاختراع. واشتكت مجموعة الغابري وهاشم من الإهمال الرسمي. وقالت إن دور الجامعات ما زال غائباً، فيما تنعدم مراكز البحوث المعنية بالشأن العلمي. ودعوا إلى إيجاد مراكز خاصة برعاية المبدعين. وأشار محمد الغابري إلى أنه استعان بأدوات أحد المراكز التقنية المتوسطة عند عمله على جهاز لإنتاج الغاز من المخلّفات الحيوانية والبشرية. وحاز مشروع تخرج همدان درجة أحسن مشروع في الجامعات اليمنية، لكن صاحبه أرجع الفضل في إنجازه الى أساتذته ودعم والده ومجهوده شخصياً. وسبق لعدد من هؤلاء المشاركة في مهرجانات علمية. وشارك هاشم في «مسابقة نجوم العلوم» في الدوحة. وجاء مشروعه ضمن أفضل مئة مشروع من إجمالي 5600 شاركت في المسابقة. واحتل محمد عبدالكريم المركز الأول عربياً في معرضين للاخترعات عقدا في الشارقة ومدينة طرابلس الليبية. وقال الغابري إن لديه 41 اختراعاً، جلّها لم يخرج إلى حيز التطبيق بسبب عدم توافر الامكانات. ومن دون الدخول في تفاصيل كثيرة، أشار الغابري إلى أن رسوم تسجيل الابتكارات في المراكز الدولية تصل إلى 10 آلاف دولار. ويعتبر كثيرون هذا المبلغ عائقاً، في حين ينحصر دور الجهات اليمنية في إعطاء شهادة موقتة. وعرض هاشم شريط فيديو عن سيارته المؤتمتة «روبوكار في 3» RoboCar v3. ومن المستطاع التحكم بها من أي مكان من خلال نظام تحديد المواقع «جي بي أس» GPS. وتحوي نظاماً ذكياً للتعرف الى الطرق، ودراسة احتمالات الوصول والمسافة التي يقطعها الروبوت ليصل إلى الهدف المحدد له، إضافة إلى التعرف الى صور الناس، والشعور بمرورهم قرب السيارة. ويُدار موقع «أجادو» من حجرة صغيرة تتناثر على أرضها الحواسيب وبعض الأدوات والمثاقب وعلب أحماض البطاريات وغيرها.