على رغم عدم اعتراضه على نظام منح التأشيرة السعودية لرعاياه في فرنسا، إذ أكد احترامه للأنظمة السعودية، وعدم اعتراضه على خصوصية المملكة، وأن أمله في تبسيط إجراءات التأشيرة السعودية منبعه العلاقات القوية التي تجمع البلدين، إلا أن سفير باريس لدى الرياض برتران بزانسنو ألمح الى أن تمتّع بقية دول مجلس التعاون الخليجي بشروط أكثر سلاسة في ما يتعلق بمنحهم تأشيرة دخول، يعود إلى ما يسمى بالمعاملة بالمثل، إذ أكد أن بقية دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء السعودية تمنح مواطني الاتحاد الأوروبي تأشيرة دخول عبر منافذها البحرية والجوية، مشيراً إلى عدم اشتراطها حصولهم على تأشيرة مسبقة قبل قدومهم إلى أراضيها. وقال بزانسنو في حديث إلى"الحياة":"نرحب بالنقد دائماً ونستفيد منه في تحسين أدائنا، ولكن الانتقاد بشكل غير عادل ومن دون تحري الدقة أمر مزعج"، وأضاف:"كما ذكرت أنا لا أنتقد هنا النظام السعودي، ولكن لا أعتقد أن من يطالب بمعاملتنا بالمثل يدرك أن المواطن الفرنسي لا يستطيع الحصول على تأشيرة دخول إلى السعودية لمدة تتجاوز 90 يوماً، ويستحيل حصوله على تأشيرة متعددة السفرات، ولا يمكن لهم زيارة الرياض ثم دبي والعودة إلى الدمام على سبيل المثال". ولفت السفير الفرنسي إلى أن تسهيل إجراءات حصول السعوديين على تأشيراتهم أمر تحرص عليه بلاده، إلا أنه يحتاج إلى تضافر الجهود السعودية - الفرنسية من أجل تحقيقه:"بإمكان السعوديين مناقشة الأمر مع المسؤولين في مجموعة التشنغن وتقديم تنازلات وتسهيلات من الجانبين، وأعتقد أن ذلك يخدم مصلحة الطرفين. ورفض بزانسنو مقارنة سفارته بالسفارة البريطانية:"مقارنة سفارة تمنح تأشيرة دخول لبلد واحد بسفارة مثل فرنسا تخول تأشيرتها دخول جميع دول التشنغن، فيه ظلم كبير لنا"، وأضاف:"يمنع على سفارات دول التشنغن منح تأشيرة دخول لبلد واحد، إلا أنه مع ذلك فأنا لا أتردد في الموافقة على منح تأشيرة دخول لفرنسا فقط بالنسبة للحالات الإنسانية الطارئة". وفي نهاية حديثه إلى"الحياة"أعرب السفير الفرنسي عن اعتزازه بالترحيب الكبير الذي لقيه منذ وصوله إلى السعودية، خصوصاً من مواطنين بسطاء كانوا ضمن الأشخاص الذين استقبلوه بحفاوة كبيرة:"أنا مستعد للتعاون مع كل من يرغب بجدية في العمل على تسهيل دخول السعوديين إلى فرنسا على أن يقابله تسهيل دخول الفرنسيين إلى السعودية". وفي المقابل نفى نائب السفير البريطاني في الرياض أندرو تيرنر أن تكون سفارته تعرضت لأي ضغوطات من أجل تغيير مدة حصول السعوديين على تأشيرات دخولهم إلى بريطانيا والتي أصبحت تستغرق نحو 10 أيام بعد أن كانت لا تتجاوز اليومين إلى ثلاثة أيام. وقال:"نواجه مشكلة تقنية في نظامنا وساهمبطء الإنترنت في السعودية في تفاقمها، إلا أننا مع ذلك نسعى لحل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن، وحرصاً على عدم تأثر الحالات المستعجلة قمنا أيضاً باستدعاء بعض زملائنا في سفارتنا في أبو ظبي لمساندتنا في هذه الفترة، وأعتقد أن القرار الصائب الذي يجب على الراغبين في زيارة دولة ما اتخاذه دائماً هو الترتيب قبل سفرهم بوقت كاف لتفادي أي مشكلة يمكن أن تعترضه، وبالنسبة لنا نعمل للسيطرة على هذه المشكلة التقنية في أقرب وقت". وعن مدى رضا السعوديين عن خدمات مكتب التأشيرات البريطانية، قال:"نحرص على رضا أصدقائنا السعوديين قدر الإمكان، ولثقتنا الكبيرة بهم لم نكتف بمنحهم تأشيرات دخول لمدة خمسة أعوام فقط، إذ أصبحنا نمنح السعوديين تأشيرة صالحة لمدة عشرة أعوام". وعلى رغم عدم رغبته في الخوض في ما يتعلق بمدى رضاه عن حصول مواطنيه على تأشيرة دخول إلى السعودية، إلا أنه أوضح:"خاطب وزير خارجيتنا خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية المسؤوليين المحليين بهذا الخصوص، ونأمل توقيع اتفاق يمنح البريطانيين أو رجال الأعمال البريطانيين على الأقل تأشيرة دخول لمدة خمسة أعوام متعددة السفرات. كما نأمل بأن نلمس في المستقبل القريب تقدماً بالنسبة للتأشيرة السعودية إذ ما زلنا لا نستطيع القول انها تأشيرة يسهل الحصول عليها حتى بالنسبة لرجال الأعمال".