على رغم تواصل الهزات الأرضية التي تضرب مدينة العيص منذ 25 يوماً، وتزداد حدتها بين حين وآخر، لاتزال الأجهزة الأمنية والحكومية المرابطة هناك عاجزة عن السيطرة على الإشاعات التي"تنفجر"من هناك وتتداولها وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، ما زاد من حيرة السكان وقلقهم في ظل طمأنتهم من جانب وتلقيهم أنباء مخيفة من مصادر أخرى عدة. وامتداداً للإشاعات التي أحاطت بأهالي العيص والقرى المجاورة لها، وسكان السعودية عموماً الذين يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً، ترددت أنباء عن وصول الهزات الأرضية إلى خمس درجات، ما يعد مؤشراً خطيراً لارتفاع مضطرد وسريع لحدة الهزات، أقلقت الكثير من المتابعين، في وقت لم يرو فيه النفي"السريع"لهذا الأمر من كل من الدفاع المدني في منطقة المدينةالمنورة والمركز الوطني للزلازل في هيئة المساحة الجيولوجية ظمأ الناس للمعلومة الصحيحة، بعد أن جاء متناقضاً. ونفت إدارة الدفاع المدني ومركز الزلازل في بيان لها أمس، وصول الهزات إلى خمس درجات على مقياس ريختر بحسب ما تردد أخيراً. وأكد المركز تسجيله من خلال محطات الرصد الزلزالي خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين 24 هزة أرضية بحرة الشاقة، بلغ أعلاها 3.6 على مقياس ريختر، وتلقت على إثرها غرفة عمليات مركز العيص 130 بلاغاً من السكان يفيدون فيها بإحساسهم وشعورهم بهذه الهزات. في حين، ذكر مدير المركز الوطني لهيئة المساحة الجيولوجية المهندس هاني زهران للصحافيين أن قوة الهزة الأولى التي ضربت العيص وصلت إلى 3.91 بمقياس ريختر، وفي الوقت نفسه أكد ل"الحياة"أن أقوى هزة وصلت إلى 4.2 درجات على مقياس ريختر!. وبعيداً من التصريحات الصحافية لا تزال الهزات تضرب مدينة العيص بشكل شبه يومي، ورصدت"الحياة"أمس سكاناً يخلون مساكنهم من بعض القرى المتضررة، وأكدت مصادر في الدفاع المدني ل"الحياة"أن هيئة المساحة الجيولوجية أبلغتهم بضرورة إخلاء السكان من المنازل. في حين، أكد قائد قوة الدفاع المدني في مهمة العيص العقيد زهير بن أحمد هاشم سبيه في تصريح صحافي أنه يتم التعامل مع البلاغات من خلال الفرق الميدانية المتخصصة في مثل هذه الحالات، خصوصاً بلاغات التصدعات. وقال:"كشفت الفرق على المواقع التي ذكر ساكنوها أن بها بعض التشققات، وأعدت تقارير عن الأضرار التي لحقت بها، وجرى الوقوف على ثمانية منازل وجدت فيها بعض التشققات التي لا تؤثر على ساكنيها ولا يتطلب الوضع إخلاءها لسلامتها إنشائياً". وأوضح أن فرق المسح الجيولوجي التابعة لقوة الدفاع المدني مسحت حرة الشاقة للتأكد من عدم وجود ملاحظات تستوجب التنويه عنها، مشدداً على أن الوضع متابع على مدار ال24 ساعة مؤكداً في الوقت ذاته أن قوة الدفاع المدني بكامل جاهزيتها واستعدادها لمواجهة أي طارئ.