طغى التجريد على معظم تجارب المشاركين في المعرض الجماعي"ربيعيات"، الذي احتضنته الصالة العالمية للفنون الجميلة في جدة الأحد الماضي، وشارك فيه عدد من رموز الفن التشكيلي السعودي مثل: زمان جاسم وعبدالرحمن السليمان واعتدال عطيوي وعبدالعزيز عاشور وأحمد فلمبان وسواهم. وركزت بعض الأعمال المعروضة على المدرسة الواقعية، والتي ساد فيها اللون كعنصر رئيسي، بدلاً من التركيز على الفكرة التي أراد صاحبها أن يصل بها إلى ذهن المتلقي، وكانت اللعبة التشكيلية أو"الذكاء الفني"غير مدرج في إطار تلك اللوحات. وجاء الفن المفاهيمي على استحياء في بعض الأعمال، والذي لا يزال يحتاج إلى المزيد من النضج الفني، وإلى تفهم المجتمع له كنوع من الفنون الجميلة المعاصرة، والتي يسعى القليل من الفنانين السعوديين على استحضاره وتجريبه بين حين وآخر. وأوضحت الفنانة التشكيلية صاحبة مؤسسة"رؤية"دينا العظمة أن:"تنظيمنا ورعايتنا للمعرض للسنة الرابعة على التوالي، لتقديم فن راق وأعمال فنية متنوعة المدارس لمختلف الفنانين من شتى البلدان العربية ومختلف الأجيال"، مشيرة إلى أن:"المعرض شهد حضوراً لافتاً ومميزاً لرجال الأعمال والمهتمين بالفن التشكيلي، وعدد من الفنانين غير المشاركين الذين أشادوا بقوة الأعمال المشاركة وتميز الأسماء". وأشادت التشكيلية ابتسام الرفاعي المشاركة في المعرض بالمعرض، وقالت إنه"يتميز بحضور أسماء كبيرة من المشاركين المعروفين وأيضاً من الجيل الجديد، وتميزت اللوحات بتقارب الألوان بسبب أننا من محيط وبيئة واحدة، لكن الموضوعات وطريقة التعبير في اللوحات المشاركة كانت مختلفة وتعبر عن كل فنان"، لافتة إلى أن:"الصعوبات التي تواجه الفنانين اختلفت وقلت عما كانت عليه بالسابق، ولكن لا يوجد عمل نظامي مبرمج للمعارض، فإقامة معارض عدة في اليوم نفسه تعيق محبي الفن التشكيلي من الحضور". وأوضحت النحاتة قمر الدروبي، المشاركة الوحيدة بالمعرض بمجسمات نحتية، أنها تشارك في المعرض بثلاثة أعمال، معتبرة المعرض"همزة وصل بيني وبين الجمهور، لأنه أول مشاركة لي في معرض، وعملت بالنحت منذ عشر سنوات ولم أفكر في إقامة معرض أو المشاركة في السابق". وعبّر الفنان إبراهيم الخبراني عن سروره بالمشاركة بلوحة واحدة،"شاركت بين نخبة من الفنانين الكبار والمعروفين لأتمكن من الإطلاع على خبراتهم الطويلة في هذا المجال والاكتساب منها على قدر المستطاع، إذ أنني أعد من الأجيال الجديدة في الفن التشكيلي". وأضاف:"أن ما يميز لوحات النساء تركيزها على التفاصيل، واستخدامها للألوان الفاتحة في غالبية لوحاتها، أما الرجال فيفضلن الاهتمام بالإطار وإخراج العمل ككل". وتطرقت الفنانة علا حجازي إلى أن حبها للتشكيل دفعها إلى الحضور، مشيرة إلى أن العمل الذي لفت انتباهها هو لوحة للفنان فادح جلال،"لتميزها بالبساطة واختلافها عن بقية المعروض"، مشيرة إلى أن:"الصعوبات التي تواجهنا كفنانين عدم وجود المعارض بشكل كافي لتمكن الفنان من عرض لوحاته، والتجهيز لمعرض شخصي مكلف ومضني للفنان، كما يحتاج كل فنان لمدير أعمال خاص به ليتمكن الفنان للتفرغ التام لرسم لوحاته، ويقوم المدير بتقديم الفنان محلياً ودولياً بشكل أفضل".