سيطرت العراق على غالبية جوائز المركز الأول للمسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي، إذ فازت بثلاث. فيما بلغ عدد الجوائز التي فازت بها السعودية 5، كان أبرزها فوز الفيلم الطويل"الانتقام"للمخرج وليد عثمان بالمركز الثاني. وكان رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رعى مساء أول من أمس، فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الخليج السينمائي، في حفلة كبيرة وزعت خلالها جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان ومسابقة الطلبة، وحضرها عدد كبير من السينمائيين والضيوف من جميع أنحاء منطقة الخليج. وكان المهرجان شهد على مدى أسبوع كامل، عرض 169 فيلماً، تنافس 75 فيلماً منها على الجوائز الرسمية للمهرجان، والبالغة قيمتها 50 و35 ألف درهم للجائزتين الأولى والثانية في فئة الأفلام الروائية الطويلة، و25 و20 و15 ألف درهم للجوائز الأولى والثانية والثالثة في فئة الأفلام الوثائقية، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وقيمتها 20 ألف درهم. وفي فئة الأفلام القصيرة، بلغت قيمة الجوائز 25 و20 و15 ألف درهم للمراكز الأول والثاني والثالث على التوالي، إضافة إلى 15 ألف درهم لأفضل سيناريو، و20 ألف درهم للفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وفي مسابقة الطلبة، يمنح الفائزون بالمراتب الأولى والثانية والثالثة عن فئة الأفلام الوثائقية والقصيرة مبالغ 20 و15 و10 آلاف درهم، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، والتي تبلغ قيمتها 15 ألف درهم. واستهلت حفلة توزيع الجوائز بكلمة لرئيس لجنة تحكيم المهرجان عبداللطيف عبدالحميد، أشاد فيها بدعم هيئة الثقافة والفنون في دبي دبي للثقافة للحركة السينمائية في دول الخليج، واحتضانها لهذا المهرجان"الذي بات أحد ينابيع ومصادر تحريك الفعل السينمائي في دول المنطقة". كما أشادت لجنة التحكيم بالمستوى العام للمهرجان على صعيد التنظيم والإعداد، والحضور اللافت لجيل الشباب في هذه الدورة، داعية إياهم إلى"العناية بسيناريوهات الأفلام وأفكارها ومستوياتها، مع ضرورة التخصص في حرفيات السينما، والابتعاد عن الخطابية والمباشرة، وتجنب النسخ المباشر للأفلام الأجنبية وأفكارها، ومحاولة تقديم أفكار مبتكرة جديدة". وفي فئة الأفلام الوثائقية ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، فاز بالجائزة الأولى المخرج العراقي قيس الزبيدي عن فيلمه"جبر ألوان"، لمقاربته الفنية ورصده لمسيرة مبدع تشكيلي عربي، ولتدفقه السينمائي. وفاز بالجائزة الثانية المخرج العراقي قاسم عبد عن فيلمه"حياة ما بعد السقوط"، وذلك لمقدرته على دمج الخاص بالعام، ورصد التحوّلات في بلده الذي يمر في مرحلة حرجة. وذهبت الجائزة الثالثة للمخرج السعودي فيصل العتيبي عن فيلمه"الحصن"، لكشفه عن منطقة محصنة بالتقاليد، ومحاصرة بجغرافيا وعرة. فيما منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج الكويتي عامر الزهير عن فيلمه الوثائقي"عندما تكلم الشعب - الجزء الثالث"، لاستمراره في رصد أسرار العملية الديموقراطية في بلده وخفاياها. أما في فئة الأفلام القصيرة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، ففاز بالجائزة الأولى المخرج العراقي فنار أحمد عن فيلمه"أرض الرافدين"، لحرفيته العالية وصدقه، وابتعاده عن الخطابية، وتعرضه للحال العراقية بكثير من الوضوح والشفافية. وفاز بالجائزة الثانية المخرج الإماراتي وليد الشحي عن فيلمه"باب"، وذلك لبحثه الدؤوب عن الهوية. وذهبت الجائزة الثالثة للمخرج السعودي محمد الظاهري عن فيلمه"شروق - غروب"لتعاطيه مع قضايا مجتمعه بكثير من العمق والجرأة. وفاز بجائزة أفضل سيناريو الكاتب الإماراتي محمد حسن أحمد عن الفيلم البحريني"مريمي"لكفاءته في بناء دراما سينمائية متوازنة. ومنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج الكويتي مقداد الكوت عن فيلمه"موز"لقدرته التعبيرية الساخرة. كما قررت لجنة التحكيم منح شهادات تقدير خاصة للمخرج الكويتي عمر المعصب عن فيلمه"مجرد إنسان"لفنيته، وأفقه السينمائي المفتوح، ومجموعة"تلاشي"السعودية للإنتاج السينمائي المستقل لسعيها إلى تأسيس سينما شابة في المملكة، والممثلة البحرينية فاطمة عبدالرحيم لمساهماتها وتعاونها مع مخرجين شبان في فيلمي"مريمي"و"رحيل"، والممثل البحريني عبدالله عبدالملك لمشاركته في فيلمي"ياسين"، و"البشارة". هذا وقد حصل على المركز الأول في فئة الأفلام الروائية الطويلة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان فيلم"فجر العالم"للمخرج العراقي عباس فاضل، وذلك لسينمائيته، واعتماده لغة بصرية تحتفي بجمالية المكان. وذهبت الجائزة الثانية لفيلم"الانتقام"للمخرج السعودي وليد عثمان، وذلك لمناخاته السينمائية في فيلم"حركي شبابي". فيما قررت لجنة التحكيم منح شهادة تقدير خاصة لموهبة المخرج الإماراتي ماهر الخاجة الواضحة في فيلمه"الغرفة الخامسة - عويجه". وفي فئة الأفلام الوثائقية ضمن مسابقة الطلبة، حصل على الجائزة الأولى المخرج الإماراتي إبراهيم أستادي عن فيلمه"أحمدية"للغته السينمائية الوثائقية الواعدة، وانتصاره للذاكرة المحلية الإماراتية. وفاز بالجائزة الثانية المخرج العراقي مناف شاكر عن فيلمه"مواطنو المنطقة الحمراء"لرصده جهود شباب فرقة مسرحية تحت الاحتلال. وذهبت الجائزة الثالثة للمخرجتين الإماراتيتين إلهام شرف، وهند الحمادي عن فيلمهما"البحث عن الشريك المثالي: ستايل دبي"وذلك لمقاربته الشأن الشبابي، والتعامل معه بشفافية عالية وجرأة بيّنة. وفي فئة الأفلام القصيرة ضمن مسابقة الطلبة، فازت بالجائزة الأولى المخرجة الإماراتية راوية عبدالله عن فيلمها"غيمة أمل"لحرفيتها الواعدة. والجائزة الثانية للمخرج العماني المعتصم الشقصي عن فيلمه"القنت"لخصوصيته المحلية، واستخدام الموروث. والجائزة الثالثة للمخرج السعودي إنجي مكي عن فيلمه"بدري؟"لشجاعته في طرح قضايا شبابية. فيما منحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للمخرج السعودي محمد التميمي عن فيلمه"بي جي+"لاختزاله معاني السينما والرقابة. كما قررت اللجنة منح شهادة تقدير للطفلة دانة محمد عن فيلم"غيمة أمل". كما تم تكريم الفائزين بمسابقة السيناريو للأفلام الإماراتية القصيرة، حيث فاز بالجائزة الأولى إسماعيل عبدالله عن سيناريو فيلم"الميزان"، وبالجائزة الثانية محمد حسن أحمد عن سيناريو فيلم"هدية"، وبالجائزة الثالثة فاطمة المزروعي عن سيناريو فيلم"تفاحة نورة". كما شهد المهرجان تكريم الفائزين ب"جوائز إنجازات الفنانين"وهم المخرج والمنتج الكويتي المعروف دولياً خالد الصديق، والكاتب الإماراتي المميز عبدالرحمن الصالح، والمخرج البحريني العريق خليفة شاهين، تقديراً لمساهماتهم البارزة في تطوير صناعة السينما في منطقة الخليج. وقال مدير المهرجان مسعود أمر الله ل"الحياة":"أعتقد أن في السعودية مخرجين وممثلين مبدعين، ومتى توافرت لهم الفرصة فإنه سيكون هناك انتاج سينمائي ممتاز". وأضاف:"عدم وجود دور عرض للأفلام السينمائية في السعودية لا يعني عدم وجود المبدعين، بل إن ذلك سيكون دافعاً لزيادة الإنتاج ومواصلة الإبداع". وكشف أمر الله أن عدد الأفلام التي تقدم بها السعوديون للمشاركة في المهرجان بلغ أكثر من 64 فيلماً سينمائياً، اختير منها 27 فيلماً فقط تنوعت بين الطويل والقصير والروائي والوثائقي.