الصفحة: 33 - آداب وفنون يُحسَب لمعرض الرياض السنوي للكتاب، بأنه"قضى"على الرحلات"المكوكية"للسعوديين بحثاً عن الكتب في المعارض العربية الشهيرة، في مصر ولبنان والبحرين والأردن وحتى في ميونيخ. ويترقب القراء والمؤلفون وحتى دور النشر، معرض الرياض الدولي للكتاب 2009 في مطلع آذار مارس المقبل، لأنه بما يصاحبه من فعاليات ثقافية، يوفر الفرصة للقراء لشراء نوعية من الكتب غير متوافرة إلا في"المعرض"، وتمنح المؤلفين فرصة الدعاية لمؤلفاتهم، كما أنها تمثل سوقاً خصبة لدور النشر، كون مبيعات"المعرض"برأي أحد الناشرين العرب تحقق في يوم واحد مقدار ما تحققه مبيعات معرض القاهرة في خمسة أيام. واعتبر صاحب دار"طوى"للنشر عادل الحوشان أن"المعرض"يوفر"تظاهرة ثقافية"للأدباء والأديبات السعوديين، ملمحاً في حديثه إلى"الحياة"إلى أن بعض دور النشر تحرص على طرح مؤلفات السعوديين في المعرض"لاعتبارات تجارية". فيما يأتي نص الحوار معه: كم كتابٍ ستصدر دار"طوى"للنشر في معرض الرياض الدولي للكتاب 2009؟ وما نوعيتها؟ - 10 كتب تماماً تنوعت بين الفكر والفلسفة والرواية والشعر. لماذا يحرص الأدباء والأديبات السعوديون على إصدار مؤلفاتهم، بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب؟ - بصفته تظاهرة ثقافية، لكن السؤال الأهم: لماذا يضيّقون الوقت حتى قبل المعرض بأسابيع أو أيام فقط، ثم يبحثون عن دور نشر يشترطون عليها هذا التوقيت؟! هذا ينسحب بالطبع على"الجودة"بالنسبة للنشر ومواصفاته، وقلما تجد ناشراً ملتزماً يقبل أن يلتزم مع كاتب"ما"ما لم يضع اعتبارات تجارية للمسألة. كيف ترى التنظيم في معرض الرياض في السنوات الماضية؟ - الكتاب حتى على الرصيف سيجد قارئاً، لذا أي مكان في أي مدينة يتم فيه الاحتفاء بالفن والأدب والكتاب بشكل عام، سيكون بلا فوضى إذا ما سلِمَ من الأوصياء وباعة الفتاوى. ما رأيك بالفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض؟ - أعتقد بأننا نحتاج إلى أن نفكّك أزمتنا مع الثقافة والأدب والفنّ، في ظل ظروف تشهد انفتاحاً على المتون بديلاً عن الهوامش، لا شيء يمنَع من تطوير الفعاليات وتنويعها ونقلنا إلى العالمية، سواء على مستوى المواضيع أم الشخصيات التي تتم استضافتها. علينا أن نستبعد نبرة الخوف التي تسيطر على خياراتنا في وضع فعالياتنا الثقافية، الثقافة لا تقبل أن نمشي بمحاذاة الجدار، الثقافة مغامرة مثلها مثل الكتابة. هل تتفق مع مطالبة البعض بأن تتوزع الفعاليات الثقافية في مدينة الرياض، مثل مهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب على مدار العام؟ - لا أعرف معنًى لهذه المطالبات، الذي أعرفه أن من حقنا أن نحتفل بالعام كله بالفن والأدب والموسيقى والتراث. لماذا لا تصدر الدار كتب الأطفال؟ - أعطني كتاباً يستحق وسأتغني به عاماً كاملاً على"غرار"مدار العام في السؤال السابق. أعطني كتاباً يساعدني على فعل ذلك. يتفق بعض المؤلفين السعوديين مع دور نشر العربية على توزيع 10 آلاف نسخة في الطبعة الأولى، ويفاجَأون بأن المُوزع منها ربع الكمية أو أقل... ما تعليقك؟ - لا يوجد ناشر عربي يطبع 10 آلاف نسخة طبعة أولى، ولا يوجد كاتب عربي يوزّع هذا الرقم في طبعة أولى، المؤلف من حقّه أن يحلم كما شاء، لكن عالم النشر والقراءة العربيين لو اطلعنا على"الأرقام"لأفزعتنا. هل ما زالت دور النشر اللبنانية محتفظة ب"سحرها"لدى المؤلفين والمؤلفات السعوديين؟ - انتقل السحر من المكان إلى ال"البروباغندا". هل وراء"احتفاء"دور النشر العربية بمؤلفات السعوديات، أهدافاً تجارية وتسويقية؟ - لا يمكن أن نعمّم هذا الرأي نهائياً، ليست كل دور النشر ولا كل المؤلَّفات السعودية. صحيح أن بعض دور النشر تسعى إلى تحقيق تجارة من وراء قضايا المجتمع السعودي خصوصاً عندما تصدر من كاتبة لأن الموضوع يصبح مشوقاً، بغض النظر عن قيمته الفنية، كون الموضوع في معظم حالته سيتناول قضايا الجنس والعلاقات العاطفية، والصدام بين تيارات متدينة أو مؤسسات دينية وبين المرأة وقضاياها العالقة في الحياة. هذا جزء من استثمار تجار الكتاب لأسماء نسائية سعودية، والمرحلة ستنجب حكايات من هذا النوع، لكنها ليس حالاً مرضية. أعتقد بأنها حال طبيعية جداً بما أننا لم نتمكن من صناعة دور نشر محلية قادرة على خلق أدب محلي، قادر على إقناعنا قبل إقناع المثقف العربي. لا نزال نحتفل بقراءة المثقف العربي أكثر من احتفائنا بقرائنا المحلي ولذلك تبرز بعض كتابات تجار"الشنطة"الذين يسوِّقون منتجنا علينا ويروِّجونه بحكم وظائفهم الثقافية والصحافية، وهؤلاء أيضاً هم نتيجة وجود"بعض"تجار الكتاب الذين أشار لهم السؤال. كم كتاب أصدرت الدار؟ وهل فسحت جميعها في السعودية، وهل تعرضون الكتب قبل طباعتها على رقيب وزارة الثقافة والإعلام؟ - 25 كتاباً حتى الآن، ومسألة الفسح متروكة للمؤلفين، ولو تركت لي لطالبت وزارة الثقافة والإعلام بفسح كل كتاب في العالم. لأني أعرف مثلما تعرف الوزارة أن زمن الرقابة انتهى، وعلينا أن نتقبّل ذلك.