لم يحظ قرار إقالة مدرب في تاريخ نادي الاتحاد بالكم الكبير من الجدل والتردد، كما هي الحال مع المدرب الحالي للفريق الكروي الأول الأرجنتيني غبرائيل كالديرون. فالاتحاد الذي أقال الموسم الماضي أربعة مدربين دفعة واحدة هم: البرازيلي كاندينو، واليوغسلافي خليلو فيتش، والبرازيلي سواريس، ومن بعدهم السعودي حمزة ادريس، والذي حل بشكل موقت حتى وصول كالديرون كمدرب خامس في قائمة الفريق من دون أن يكون هناك أي تردد في إقالة أي من هؤلاء المدربين، وقف المسيرون لأموره حائرين كثيراً، وهم يناقشون أمر كالديرون، فكما أن له سلبيات في نهجه التكتيكي، وقراءته لسير المباريات، فإن له العديد من الإيجابيات، اذ ان الفريق ما زال في قمة الدوري متساوياً مع الهلال، وسيشهد له التاريخ الاتحادي في المستقبل بأنه من اكتشف العديد من المواهب الشابة، ومنحها الفرصة لإثبات وجودها في فترة قصيرة، كما هي الحال مع المهاجم القادم في الكرة السعودية نايف هزازي واللاعب سلطان النمري، وغيرهما الكثير من اللاعبين ممن سيدينون لهذا المدرب بعد الله بالفضل في بروزهم. الأيام الماضية شهدت العديد من الاجتماعات والمناقشات في الكواليس الاتحادي، اذ تحدث رئيس نادي الاتحاد المهندس محمد جمال أبو عمارة حول هذا الموضوع قائلاً:"أمر استمرار المدرب من عدمه يدرس بشكل متأن ومن كل الجهات للتوصل إلى قرار نهائي، وفي حال تم إقرار بقائه فسيكون قراراً نهائياً إلى نهاية الموسم مهما كانت الظروف والنتائج، وفي حال إقالته فإن البديل جاهز، وسيكون موجوداً في جدة خلال أيام قليلة لقيادة الفريق في لقائه المقبل أمام فريق الرائد في دور ال16 من مسابقة كأس ولي العهد". وحول الأسباب التي دعت الإدارة الاتحادية للتفكير في إقالة المدرب في هذا التوقيت، وهل له ارتباط بخسارة الفريق لمباراته الماضية أمام فريق النصر في نصف نهائي كأس ولي العهد، قال ابو عمارة:"العمل داخل نادي الاتحاد لا يسير بشكل انفعالي، بل يتم من خلال درس واستعراض للفترة الماضية، والمتابع لمباريات الفريق، يلاحظ أنه في الكثير من المباريات التي كسبها الفريق، كنا نسجل تحفظنا على طريقة المدرب، وأن الفريق لم يقدم المستوى الذي يرضينا كإدارة أو الجماهير الاتحادية، إلا أنه يجب ألا نجحف الرجل حقه، فهو له الكثير من الإيجابيات بمنح الفرصة للاعبين الشباب، الذين سيكونون الركائز الأساسية للفريق في المرحلة المقبلة، كما أن هناك نقطة سلبية ظهرت في الفترة الأخيرة، فعلى رغم تقديرنا للظروف الصحية الصعبة التي تمر بها زوجته، إلا أن الفريق يحتاج الى وجود المدرب معه باستمرار في هذه المرحلة الحاسمة، وسفر كالديرون المستمر يشكل عائقاً أمام ذلك". من جانب اخر، أكد عضو شرف نادي الاتحاد البارز منصور البلوي، أنه كلف من رئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير خالد بن فهد بالبحث عن مدرب بديل، ليكون جاهزاً في حال تم الاتفاق على إقالة كالديرون، اذ أكد البلوي كلام رئيس النادي أبو عمارة بأن أكثر ما يقلق الاتحاديين حياله هو سفره المتواصل إلى الأرجنتين. البلوي ذكر أن المدربين ديمتري والبرتغالي توني اوليفيرا ضمن الأجندة الاتحادية، لكن مصادر"الحياة"تؤكد أن مدرب الهلال السابق البرتغالي بوسيروا، وصلت المفاوضات الاتحادية معه إلى ما نسبته 90 في المئة لقيادة الفريق، اذ يرى الاتحاديون فيه انه المدرب القادر على إعادة التنظيم الدفاعي للفريق، الذي تلقى هذا الموسم كماً كبيراً من الأهداف لا تتناسب مع موقعه في سلم المنافسة.