ترى الإعلامية في قناة"الإخبارية"، وأول سعودية تقدم نشرة أخبار رياضية ندى الدهام، أن حصة الألعاب الرياضية في المدرسة سلبت منا، وترى أن الفرق بين الأندية الأجنبية والعربية كالفرق بين الشمس والقمر، وتؤكد أنها كسرت الحواجز وقدمت أول نشرة إخبارية رياضية. كيف تصفين علاقتك بالرياضة؟ - مع الأسف علاقتي بها حالياً علاقة ابن عاق لوالديه! اذ أخذني العمل وشؤون الحياة عن المتابعة والممارسة. ما النادي الذي تشجعينه محلياً وعالمياً؟ - محلياً نادي الهلال، وعالمياً الارسنال لأنه يجمع بين اللعب الجماعي والمتعة والعناصر الشابة. من هو لاعبك المفضل محلياً وعالمياً؟ - محلياً كان سامي الجابر في السابق، وعالمياً سيسك فابريغاس من نادي ارسنال الإنكليزي، وستيفان جيرارد من نادي ليفربول الإنكليزي. ما الفرق بين الأندية العربية والأجنبية في رأيك؟ - مثل الفرق بين الشمس والقمر، فالأندية العربية لا تضاهي الأجنبية، من حيث الانضباط والاهتمام بالتغذية، ففي الأندية الأجنبية هناك انضباط عال في التدريبات، وكذلك اهتمام بالتغذية، فترتفع لديهم اللياقة، وقس على ذلك الكثير من الأمثلة، التي تقف في صف الأندية الأجنبية. ما الرياضة التي تجذبك لمتابعتها؟ وما الرياضة المفضلة لدى عائلتك؟ - كرة القدم بلا منازع، فهي رياضتنا المفضلة التي نجتمع حول التلفزيون لمشاهدتها منذ الصغر. والهلال هو فريقنا المحلي المفضل، ولكن أحد أفراد عائلتي نصراوي. هل تؤيدين إنشاء نواد رياضية نسائية؟ - بالطبع أشجع إنشاء نواد رياضية نسائية، فإذا كانت مغلقة وفي إطار نسائي فقط وممنوع دخول الرجال فلم لا! لماذا ابتعدت ندى عن تقديم نشرة الأخبار الرياضية؟ - ابتعادي عن الرياضة وتقديمي للنشرات العامة أو السياسية كان محض مصادفة، فعندما عرض علي أمر النشرات العامة أو السياسية ترددت، لأنني أدرك أن خروجي من الرياضة يعني صعوبة عودتي إليها مجدداً، ولكنني مع حبي وشغفي بالتغيير والتجديد والتطوير، وجدتها فرصة كبيرة وبمثابة التحدي مع النفس، وفي الحقيقة أنا سعيدة كثيراً بهذا التحول، وأتمنى تطوير نفسي في هذا المجال بشكل أفضل. لعبتا المصارعة والملاكمة لماذا كانتا تستهويانك في الصغر؟ - أحب المصارعة وليس الملاكمة، وهذا لا يعني أنني أميل للعنف، وربما ستجد إجابتي غريبة نوعاً ما، ولكن حبي للمصارعة مرتبط نوعاً ما بحبي للإعلام، وقد بدأ منذ ان كنت أتابع برنامج المصارعة الحرة، الذي كان يعرض في سهرة كل يوم ثلثاء على القناة الأولى، وكان يعلق عليه الأستاذ إبراهيم الراشد - رحمه الله - اذ كان تستهويني حماسته، وتعليقه الذي لم يكن يخلو من الطرافة، وقد حفظت كثيراً من أسماء المصارعين وقتها، وربما أيضاً لأنني نشأت أختاً كبرى لثلاثة أشقاء كانوا سبباً من أسباب شغفي بالمصارعة وقتها. هل أنت مع أو ضد التجمع النسائي لمشاهدة المباريات؟ - اذا كان التجمع في منزل إحداهن فلم لا! ولكنني ضد تجمعهن في مكان عام كمقهى مثلاً لمتابعة مباراة، حيث ترتفع الأصوات استهجاناً أو فرحة لولوج هدف، فيكن مصدر إزعاج للآخرين، ويتعرضن أيضاً للإزعاج من الآخرين، وعموماً أنا مع أي تجمع بريء لا يوجد فيه ما يغضب الله! مَنْ أفضل لاعب سعودي يشد انتباه ندى الدهام؟ - ياسر القحطاني وخالد عزيز ومالك معاذ، ولكن مع الأسف ان مستوى مالك تراجع قليلاً عن السابق. هل المرأة عندما تمارس لعبة تضطر أحياناً للتنازل عن أنوثتها؟ - المرأة حتى تتمتع بالرشاقة والصحة، يجب أن تمارس الرياضة ولو لمدة نصف ساعة في اليوم، ويمكنها أن تمارس الرياضات الخفيفة التي تناسب بنيتها الجسدية، كالسباحة والايروبكس والتنس وكرة السلة والاسكواش، وكل هذه الألعاب لا أرى فيها ما يخدش أنوثتها ورقتها، ولكن هناك بعض الرياضات التي لا تخلو من خشونة، مثل المصارعة والملاكمة ورفع الأثقال، وأنا شخصياً أرى أنها تخدش أنوثة المرأة. كيف ترين شغف أطفالنا بنجوم الكرة؟ - كرة القدم لعبة جميلة جداً، تعلم الأطفال الانضباط وروح الجماعة والإصرار، والطفل دائماً ما يبحث عن قدوة ومثل أعلى له، فإن لم يجده في المنزل، يبحث عنه خارج المنزل، وأعتقد أن معظم لاعبي كرة القدم هنا في السعودية ليسوا مثالاً سيئاً للأطفال، ومن هنا فلا أجد ضرراً في ذلك الشغف الموقت. هل ندى تحسب على المشجعين المتعصبين لناديها المفضل؟ - قبل أن أترك المجال الرياضي كنت محايدة تماماً، وحريصة على ألا يعرف أحد ميولي الرياضية، حتى لا اتهم بالتعصب، ولكن الآن لا مشكلة لدي إذا حسبت من ضمن المشجعين المتعصبين وليس الإعلاميون المتعصبون. ما رأيك في الإعلام الرياضي المتعصب؟ - المشكلة أن الإعلامي لا يعرف أن له تأثيراً كبيراً في الأوساط التي حوله، فالإعلام الرياضي من الأسباب الرئيسية لإشعال نار التعصب بين صفوف الجماهير، والتي لا تحتاج أصلاً لمن يشعل النيران بينها. وأصبح التعصب سبباً في التقليل من صدقية الكاتب أو المذيع الرياضي، وصدقية الخبر الذي يكتبه وينقله وفقاً لميوله. ونصيحتي للإعلامي الرياضي حايد... تسلم، حتى يستطيع الاستمرار بنجاح واكتساب ثقة محبي الرياضة. يقال انك تحرصين على تعليق جداول المباريات العالمية والمحلية في غرفتك منذ الصغر؟ - هي قصة طفولتي ومراهقتي كلها، اذ كنت أقص الجداول وأعلقها بالقرب من جداول الامتحانات، حرصاً على ألا تفوتني مباراة، وكنت أشطب على المباريات المنتهية، وأعلق بجانب المباريات بعبارات مختلفة كعبارة الله يستر مثلاً إذا كانت المباراة صعبة. البعض يرى أن ممارسة المرأة للرياضة عيب؟ - الرياضة ليست عيباً وإلا فلماذا يمارسها الرجال! والمرأة تحتاجها كما يحتاجها الرجل تماماً، وكما ذكرت أنت في سؤال سابق فربما البعض يعتقد أن حب المرأة وممارستها للرياضة يفقدها أنوثتها، ومن هنا يأتي الرفض. ما اللعبة الرياضية التي تكرهينها؟ - الغولف لا أكرهها، ولكنني حاولت أن ألعبها وعجزت عن فهمها وفهم قوانينها. لماذا المشجعون واللاعبون وقبلهم رؤساء الأندية يتطاولون على الحكم المحلي؟ - لأنه لا يوجد من يحمي الحكام، ولا يوجد من يحافظ على حقوقهم، والتطاول موجود في الدوريات الأوروبية والعربية أيضاً، ولا يقتصر فقط على الدوري المحلي. ظاهرة اقتحام بعض المشجعين للملاعب وقت المباراة ما سببها؟ - قلة وعي الجمهور والمشجعين. ما الخبر الرياضي الأول الذي قرأته في نشرة الأخبار الرياضية؟ - فوز الهلال على النصر في دوري خادم الحرمين الشريفين منذ حوالى 3 أعوام، وأذكره كما لو كان اليوم، اذ كان خبراً ساراً حاولت فيه عبثاً إخفاء سعادتي، ولكن والدي أخبرني بعد النشرة بأن عينيّ كادتا تصرخان سعادة، وهذا ما لا يجوز في عالم الإعلام الرياضي. ومتى أول مرة صافحت فيها عيناك حدثاً رياضياً؟ - في كأس العالم 2006. هل تعتقدين بقرب ثورة رياضية نسوية في السعودية؟ - لا. لا أعتقد فكلمة ثورة كلمة كبيرة، وليس الأمر بهذا الحجم، وأعتقد أن هناك تضخيماً للأمور. هل لغياب الرياضة عن حياة المرأة السعودية علاقة طردية بغياب الإعلاميات السعوديات عنها؟ - بالتأكيد، فليس كل الفتيات ينشأن على حب الرياضة، كذلك بُعد الرياضة عن حياة المرأة في المدارس، وبُعدها أيضاً عن المحافل الرياضية، وخوفها من المجتمع ونظرته، وخوفها من أن تتهم بالمسترجلة مثلاً سبب كبير في غياب الإعلاميات الرياضيات، ولكن هذا كان في السابق، فبعد ظهوري على القناة"الإخبارية"كأول قارئة نشرات رياضية سعودية، فتحت القناة الرياضية المجال وشجعت الفتيات على التقديم فيها، ما يعد كسراً للحواجز. كونك إعلامية ومقدمة أخبار رياضية"سابقة"، هل تتنبئين بيوم تصبح فيه المرأة السعودية معلقة رياضية أو محللة للمباريات المحلية على أقل تقدير؟ - نعم بالتأكيد، ولكن كما أخبرتك هذا اليوم ليس قريباً، فما زال المجتمع لا يتقبل خروج المرأة على شاشة التلفزيون، وقد جاء تقديمنا للبرامج والنشرات الرياضية بمثابة طامة كبرى، لم يفق منها المجتمع حتى الآن. هل تؤيدين وجود مقاعد مخصصة للنساء داخل المدرجات؟ - أؤيد وجود مقاعد مخصصة للنساء، تكون مغلقة ولها مداخل منفصلة تماماً عن الرجال، وأؤيد وجود مقاعد للنساء في كل مكان، وليس في المدرجات فقط. هل كانت لك طقوس خاصة أثناء المباريات المهمة لفريقك المفضل؟ - لا طعم ولا متعة لمشاهدة أية مبارة مهمة من دون تجمع أشقائي حول التلفزيون، ووجبة عشاء فاخرة من الخارج بعد الفوز. ما البرنامج الرياضي التلفزيوني الذي تفضلينه؟ - برنامج"في المرمى"على قناة"العربية"للمبدع المتألق بتال القوس. هل المرأة السعودية أعطيت حقها في ممارسة الرياضة؟ - أقولها وبكل أسف لا حتى حقوقنا في حصة الألعاب الرياضية في المدرسة سلبت منا، وأذكر أن آخر مرة مارست فيها رياضة في المدرسة كنت في الصف الأول الابتدائي، بعد ذلك قالوا لنا إنها ألغيت ولا أعلم لماذا! فنحن الفتيات نحتاج للرياضة، حتى ولو كانت خفيفة مثلنا مثل الشباب تماماً. المذيعة ندى الدهام.