كشف الكاتب والإعلامي الدكتور عبدالله مناع أنه استغرق ثلاث سنوات في تأليف كتابه"بعض الأيام بعض الليالي"الذي صدر أخيراً قائلاً:"الحقيقة إنني كتبت سطراً وحذفت سطراً كي أتحرر من الرقيب"، مذكراً بما حدث مع كتابه"ملف أحوال"عن الوجود والعدم الذي طبعه في القاهرة ولم يستطع إدخاله إلى السعودية، إلا بعد أن تمكّن الأديب محمد سعيد طيب من مساعدته إبان ترؤسه دار النشر الشهيرة"تهامة". وتمنى في حفلة التوقيع التي نظمتها له جمعية الثقافة والفنون في جدة مساء الأحد الماضي، أن تصبح حفلات تدشين وتوقيع الكتب"جزءاً من النشاط الثقافي، وتقليداً يعمل به عند صدور كتب مميزة". وأشار إلى أن هذه المناسبة تذكره باحتفال مشابه، كان حضره في باريس قبل أكثر من سنة لتوقيع كتاب عن الفنون الإسلامية للكاتب جان رو، وأنه منذ ذلك الوقت وهو يتمنى انتقال هذه العادة الثقافية الى بلادنا. قدّم الحفلة الإذاعي محمد الراعي، وافتتحها مدير جمعية الثقافة والفنون عبدالله باحطاب بكلمة ترحيب، فيما تولى إدارة الحفلة مدير إذاعة جدة عدنان صعيدي، الذي استعرض محطات تاريخية في سيرة مناع. وتحدث الدكتور عمر يحيى عن الجوانب العملية في شخصية الضيف. وأكد الكاتب محمد الفايدي أنه تعلّم من المناع"الموقف والمبدأ"، فيما تحدّث الناقد حسين بافقيه عن متعة أسلوب مناع في الكتابة، وأنه قدّم سيرته الذاتية بما يشبه التوثيق والسرد الفني. واستعاد الدكتور خالد باطرفي ذكرياته في العمل مع مناع. وقال محمد الشدي:"إن مناع صانع الكلمة وعاشقها المتيّم، ويحمل في داخله هم الناس والبحر والتاريخ والكلمة، وتكريمه اليوم لفتة وبادرة مهمة في تكريم هذا الرجل وتفانيه في خدمة هذا الوطن". فيما لفت رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني إلى أن الضيف"صادق في ما يكتب، وهو قامة في فعله وقامة في طوله، ونكبر فيه تواضعه الجم". وقال مناع إن كتابه عبارة عن مقتطفات من سيرته الذاتية، سرد ما يمكن سرده من ذاكرة الأيام والليالي، وكتم ما يثير حساسية أو حرجاً. مشيراً إلى أنه يعتزم إصدار كتاب آخر يتناول الجوانب المسكوت عنها في مشواره العملي، بعنوان"تأريخ ما لم يؤرخ". وأوضح أن فكرة الكتاب بدأت بعد الحوارات التي أجراها معه الصحافي خالد باطرفي سنة 2001، ونشرت في صحيفة"المدينة"في 12 حلقة بعنوان"عبدالله مناع يتذكر"ولاقت وقتها استحساناً بالغاً من القراء. وأشار إلى أن الكتاب لا يخلو من بعض الأخطاء التاريخية. وتطرق في نقاشاته مع المثقفين والفنانين والإعلاميين الذين حضروا الحفلة إلى عدد من المواضيع التي حواها الكتاب. وقال مناع:"نحن في زمن يقبض الناس فيه أثماناً وغير مستعدين لدفع أي ثمن". لافتاً إلى أنه"بعد أربعين سنة تقدمنا سنتيمترات فقط، وليس كيلومترات".