الاتحاد السعودي لكرة القدم عقد عزمه على مناقشة أمور المنتخب بعد النتيجة المخيبة للآمال أمام منتخب كوريا الشمالية، وتناثرت الأخبار عن ماهية الاجتماع، بل تكاد نتائج الاجتماع قد وصلتنا قبل أن يبدأ هذا الاجتماع أصلاً، فالاجتماع كما نشر من أجل الإعلان عن المدرب الجديد الذي سيحل بدلاً من الجوهر، فإذا كانت الأمور كما تلقيناها فإن الأمر لا يحتاج إلى هذه اللفة الطويلة فيكفي إقصاء الجوهر والإعلان عن اسم المدرب الجديد، سواء كان كوزمين أم حتى سولاري، فالإعلان عن أحدهما لن يكون مفاجأة على الإطلاق، لأن مثل هذا الخبر وصلنا منذ مدة. لكن وقبل أن نتلقى النتائج رسمياً وبشكل قطعي، هل ما يعانيه المنتخب يكمن في المشكلة التدريبية؟ نحن مع الأسف ما زلنا ندور في تلك الحلقة المحيرة، لا نكتشف الأخطاء والعراقيل فلا نجد غير المدرب لنصلح كل أخطائنا، وهذه مشكلتنا منذ زمن طويل سواء في المنتخبات أم حتى الأندية، فإذا كان المدرب الوطني ناصر الجوهر غير مؤهل لتدريب المنتخب لماذا تم اختياره في الأصل؟ والمدرب القادم مهما كان اسمه وشهرته سنحمله كل فشل مقبل وسيلحق بالجوهر في أقرب فرصة، والسبب أن مهمة المنتخب صارت صعبة للغاية، ولن يتسنى للمدرب المقبل فعل أي شيء إلا إذا خلق توليفة ذات مواصفات خاصة، وهو أمر لم يكن متوافراً للجوهر أثناء إشرافه على تدريب المنتخب، ويكفي أن الجوهر صارع حملات إعلامية لم يكن مؤهلاً ولا متفرغاً للوقوف أمامها، بل أن هناك من يشكك في قدرة الجوهر على فرض الأسماء التي يرغب فيها في التشكيلة ومروراً في تحميل الجوهر مسؤولية اختيار قائد المنتخب، مثل هذا المدرب ووسط تلك الظروف وحملات التشكيك والاستهتار بخبراته وقدرته لن نجد مثله على الإطلاق، والزمن والوقت بيننا إذا رأينا أننا في حاجة إلى غيره، وبمعنى آخر لدينا الكثير من المشكلات التي أدت الى إضعاف المنتخب فنياً وحتى المواهب اختلفت عن الجيل السابق، والطرح الإعلامي تجاه المنتخب تحديداً هو الآخر اختلف باختلاف المتغيرات الجديدة، ومع هذا ما زلنا دون المطلوب في علاج ما يعتري الكرة السعودية من تقصير، يجب أن لا يتحمل مدرب المنتخب لوحده هذا القصور. لا بدّ من إيجاد آلية محددة في مسألة المنتخب، فحتى الوصول إلى نهائيات كأس العالم بالصور السابقة ليس طموحاتنا، لذلك يجب علينا أن نحدد ماذا نريد وعلى هذا الأساس يتم التنفيذ، أما إذا خسرنا مباراة تم طرد المدرب وجلب آخر فإننا سنظل جامدين واقفين على أطلال الإنجازات السابقة وغيرنا يتطور ويتقدم، فبعد مزاحمة كوريا الجنوبية واليابان وصلتنا كوريا الشمالية والأكيد أنها ليست بسبب المدربين. [email protected]