سجل"المثقف الخَوِيّ"حضوراً أمس، في نقاشات اللقاء الوطني للحوار الفكري، في يومه الثاني والأخير. ففيما اعتبره الدكتور عبدالعزيز قاسم أحد تجليات"الخطاب المُستجد"، فإن الدكتور عبدالله الغذامي أشار إلى أن هذا النوع من المثقفين"موجود، وسيبقى موجوداً، ولكن لن يكون مؤثراً في المستقبل الثقافي". وقال:"نلاحظ خطاباً شجاعاً من كتّاب في أعمدة الصحف، أنا أفتخر بهم، وأغبطهم على شجاعة الطرح، إلى جانب دخول المثقفة الكاتبة بخطابها وأدواتها". هدوء"نسبي"طغى على نقاشات اليوم الأخير من الملتقى الذي انعقد في الأحساء، بيد أنه شهد أيضاً"تجاذبات حادة". وسط جدل حول مفردات من قبيل"الخصوصية والهوية والمواطنة". كما شهد الملتقى سجالاً حول"الأقليات"، ومستوى الحقوق التي يجب أن تحصل عليها. وخرج المشاركون من اللقاء الذي دام يومين، ب 118 مقترحاً حول"قضايا الخطاب الثقافي السعودي"، و"استشراف مستقبل الخطاب السعودي"، مؤكدين ضرورة"التنوع"في هذا الخطاب، والتخفيف من نبرة"الخصوصية"فيه، والبعد عن"الإقصاء"، والإفادة من تعددية المجتمع. وقال أحد المتداخلين:"إن شيوع ظاهرة التخوين الوطني لمجرد الاختلاف الفكري أمر أصبح يشهد توسعاً كبيراً". وتوالت المداخلات في تصاعد مستمر، ليبرز الصراع بين من يرون أن"الهوية الوطنية يجب أن تكون نابعة من الإسلام"، وبين من يرى خلاف ذلك. ولم يخلُ النقاش من هجوم على"العلمانيين والليبراليين"، وفي المقابل هجوم مضاد على"المنغلقين دينياً، والمتزمتين فكرياً، دعاة الرأي الواحد". وأوصى اللقاء بأن يقوم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بعقد عدد من لقاءات الحوار في موضوع"الخطاب الثقافي السعودي"، تتناول القضايا المهمة، مثل التجديد في الخطاب الثقافي السعودي، والعولمة، والهوية الوطنية. كما أوصى بأن يتعاون المركز مع المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية الحكومية والأهلية لتكون محاضن فاعلة لتنمية الخطاب الثقافي السعودي. وأشاروا في توصياتهم إلى تطلعهم إلى أن يكون مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ضماناً لحوار متكافئ ومرجعية لكل التيارات والأطياف كي تعبّر عن ذاتها.