كشف استشاري جراحة الأطفال والعظام في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض الدكتور زايد الزايد أن جمعية الأطفال المعوقين في مكةالمكرمة أنهت أخيراً دمج نحو 40 في المئة من أطفالها في المدارس الحكومية، مشيراً إلى أنها تعتبر من المؤسسين لعملية الدمج وأكبر نواة لهذه الفئة العمرية من الأطفال، وموضحاً في الوقت ذاته أن 60 في المئة من الأطفال الذين تم الكشف عليهم في العيادة التقويمية في الجمعية هم مرضى جدد، والبقية عبارة عن متابعة دورية بعد العمليات. وقال الزايد في تصريح صحافي:"يحزننا أنه يوجد أطفال لديهم إعاقة ولم يتم تأهيلهم، ويصبحون عالة على الأهل والمجتمع، فالطفل المعوق هو طفل سوي إذا ما أعيد تأهيله، كون العلاج الطبيعي يسهم بطريقة مباشرة في تلك العملية، و يعتبر أحد الاختصاصات الطبية المهمة التي تسهم في تطوير الحالة الصحية والمرضية، من خلال فهم حركة الجسم، وتصحيح وتخفيف آثار المرض والإصابة. وتشتمل الوسائل على التقويم والعلاج للمرضى". وأكد أن مركز الجمعية في مكةالمكرمة يعمل على تأهيل الأطفال المعوقين في المراحل المتقدمة من حياتهم، مع متابعة عملية دمجهم في مجتمعهم بطريقة آمنة وصحيحة، مشيراً إلى أن عملية التأهيل تعمل بناءً على أسس مقننة وبمستوى تفاهم قوي مع الأطباء واختصاصيي العلاج الطبيعي والوظيفي وعيوب النطق والخدمة الاجتماعية والنفسية والمشرفين التربويين. وشدد الدكتور الزايد على أن عملية التأهيل تلعب دور مهماً في علاج الطفل لاسيما إذا ما تمت في مرحلة مبكرة،"فتكون أسهل بكثير لشروط التأهيل، وتتم متابعتها من قبل اختصاصي العلاج الطبيعي، ووجد أن عملية التأهيل ناجحة إذا ما كانت نسبة الذكاء وعملية الإدراك جيدة لدى الطفل، لذا يجب على والدي الطفل متابعة حاله خلال عملية التأهيل، وعدم الاعتماد الكلي على الجمعية في العلاج، لأن شرط التأهيل هو المتابعة المستمرة للحالة من قبل العيادة والأهل". وأوضح أن مركز جمعية الأطفال المعوقين في مكةالمكرمة يعمل على تقديم الخدمات الطبية والتعليمية والتأهيلية للأطفال المعوقين من ذوي الإعاقة المركبة، خصوصاً تلك التي تهتم بالنواحي الطبية والعمليات الجراحية وبرامج التأهيل، وذلك من خلال عمل الكشوفات الطبية وتحديد مواعيد إجراء العمليات الجراحية وبرامج العلاج الطبيعي المساعد للأطفال. أما رئيسة قسم العلاج الطبيعي في مركز جمعية الأطفال المعوقين بمكةالمكرمة نادية مصطفى فأكدت أن العلاج الطبيعي جزء متكامل مع برنامج العناية الصحية والطبية، ويساعد في تشخيص وعلاج العجز والمرض بالوسائل الطبيعية، وهو يلعب دوراً حيوياً في المحافظة على صحة الفرد والمجتمع، ويسهم في منع وتقويم العجز وحالات الإعاقة الشديدة والصحة العامة. وقالت:"يرد إلى عيادة العلاج الطبيعي في الجمعية العديد من الحالات المرضية التي يتم فيها الكشف الطبي على الطفل وتقويم الحركة والتوازن ومن ثم التوصية على التدريبات التي يحتاجها في كل مرحلة عمرية، إضافة إلى اختيار الأجهزة المساعدة التي يحتاجها، وكلاهما يساعد الطفل على التكيف مع إعاقته، وإعطائه الخبرة الحسية والحركية، ومن ثم بناء وتطوير الحركة للوصول إلى نوع أقرب للطبيعي من الحركة من خلال التدريب اليومي المدروس، أما عن المهارات المساعدة في العلاج مثل الركض ورمي الكرة واستخدام العجلة، فالغرض منها زيادة المهارات الحركية وتقويتها من أجل الوصول إلى مهارات معينة وبالتدريج". وشددت مصطفى على أن العلاج الطبيعي يساعد على تعلم أفضل الطرق للحركة والاتزان الجسمي، ومن ثم مساعدة الطفل على الوقوف والمشي الطبيعي أو باستخدام الأجهزة التعويضية المساعدة كالعكاز أو الكرسي المتحرك، وكذلك تدريب اليدين لاستخدامهما في الأكل والشرب. توفير الوسائل المساعدة في خدمة الأطفال أكدت مديرة مركز جمعية الأطفال المعوقين في مكةالمكرمة الدكتورة نجلاء فخر الدين علي رضا أن مركز الجمعية يعمل على توفير الإمكانات والوسائل المساعدة في خدمة الأطفال المعوقين، وعمل الخطط والبرامج العلاجية اللازمة، لتطبيقها على الأطفال تحت إشراف الأطباء والاختصاصيين ومتابعة الأهل. وأضافت"كما تسهم المراجعات الطبية الدورية من قبل استشاري الأطفال والعظام والاختصاصيين في المركز على الاطمئنان على صحة أطفال الجمعية وتخفيف آلامهم، مشيرة إلى أن الإحصائية الأخيرة لمركز جمعية الأطفال المعوقين في مكة أوضحت أن عدد أطفال المركز هذا العام هو 848 طفلاً وطفلة.