لم يكن معرض"إيقاعات خزفية"الذي أقامته أخيراً الفنانة التشكيلية عواطف بنت حمد القنيبط، هو الأول لها، ولكنه أول معرض تقيمه في السعودية، بعد ثمانية معارض أقامتها في الولاياتالمتحدة الأميركية، وقد حاز على تقدير وإعجاب الزوّار، وتمكنت الفنانة السعودية عواطف من خلال معرضها الفني الشخصي التاسع، الذي أطلقته في منزلها في الرياض، من أن تلفت انتباه من حولها إلى قدراتها الفنية، متجاوزة جميع العقبات والإمكانات البسيطة المتاحة لفن الخزف والنحت في السعودية، واشتمل المعرض على أكثر من 20عملاً خزفياً، أنتجتها عواطف في الفترة ما بين عامي 2005 و2007. حصلت عواطف القنيبط على ماجستير في الفنون الجميلة تخصص سيراميك عام 2007 من جامعة هاورد، وشاركت في معارض مع العديد من الفنانين الأجانب في مختلف مدن الولاياتالمتحدة الأميركية، كما قدمت مطبوعات مثل"أثواب المرأة في القصيم عام 2000، وبردة اليوم والأمس عام 1995". وتصف القنيبط ل"الحياة"علاقة المرأة بالخزف والفن التشكيلي بقولها:"إن هناك اهتماماً ملاحظاً، ووعياً في المجتمع السعودي بأفراده وفئاته كافة في الاهتمام بالفنون الجمالية عامة، والنساء جزء من هذا المجتمع، فهن بالتأكيد مهتمات، ويحرصن على حضور الفعاليات الجمالية والفنية إذا عملن بذلك وكان لديهن متسع من الوقت". وأضافت:"إن هناك تطوراً للمرأة السعودية في جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة، ولكن ليس هناك دعم حقيقي لدعم جهودها والتنسيق بينها وبين الجمعيات والأفراد الناشطين في المجال الفني". وترى التشكيلية القنيبط:"أن الرغبة والموهبة كانتا البداية لتوجهها إلى فن الخزف، وأثناء الدراسة اكتشفت إمكانات هذه الخامة ومدى طواعيتها وقابليتها للتشكيل"، وتقول عن ذلك"إن الدراسة الجامعية كانت النافذة التي أرشدتني إلى كيفية التعامل مع الخزف من ناحية علمية وفلسفية ومنهجية". وتابعت:"سبب دخولي عالم الخزف أنه جذبني منذ أن تعرفت على مادة الطين الخزفي في أميركا، عندما كنت ادرس، وأخذت مادة فنية وتعرفت إلى كيفية تشكيل هذا الطين الذي خُلِق منه الإنسان وإليه يعود". مشيرة إلى أن جائزة"عبقرية السيراميك"في الفنون الجميلة من كلية الفنون والتصميم في واشنطن 2005، هي الأغلى، بعد أن كان يحصل عليها طيلة السنوات الماضية طلاب من الجنسية اليابانية . ولا تمارس الفنانة عواطف الرسم، بل تقوم بفن النحت والتشكيل لإخراج قطع فنية وعمل متكامل، وتكمن الصعوبة في تشكيل العمل بشكله النهائي. وأكدت القنيبط:"أن طريقة تنشئة الأسرة للفنانة لها دور أساسي وفاعل، وهي تؤكد أن دعم أسرتها كان له أثر كبير في نضج موهبتها، ووجدت الدعم الحقيقي لتذليل أي صعوبة، وذلك من زوجها وعائلتها وبعض الأصدقاء المقربين لها". وقالت:"إنها تنتمي إلى مدرسة الفن الحديث، وقد استفادت من وجودها في أميركا لسنوات طويلة بأن درست الفن التشكيلي بشكل مكثف، خصوصاً أنها احتوت على الكثير من الفنون العالمية الحديثة". وحول المغزى الحقيقي لجعل الصلاة هي أول رسالة تقدمها في معرضها التشكيلي الأول في السعودية، فقد أوضحت ذلك قائلة:"وجهتي هي لزائر المعرض، وبما أنني كنت أدرس في أميركا فلقد وجدتها فرصة أن أوضح لهم جماليات الصلاة، وأن لنا رباً نؤمن به ونعبده، وأحمد الله أن وفقني في هذا الاختيار، فلقد حاز على إعجاب الجميع، وبهذا العمل حصلت على درجة الماجستير، وجائزة المرثية الأولى للسيراميك"للدراسات العليا"في جامعة هاورد بواشنطن".