تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس، اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي عبدالله غول. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أمس، بأنه جرى خلال الاتصال بحث الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، وفي مقدمها الأوضاع في قطاع غزة. وتأتي الاتصالات واللقاءات التي يجريها خادم الحرمين على أكثر من صعيد، لبحث القضايا المُلحَّة التي تواجهها المنطقة، وفي مقدمها الوضع في فلسطين، وتطورات الوضع في غزة، وسبل وقف العمليات العسكرية وحرب الإبادة، التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يفتتح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز اليوم السبت مؤتمر الفتوى وضوابطها، ويستمر المؤتمر الذي يعقده المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي لمدة خمسة أيام. وقال الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي أن المؤتمر يأتي في وقت ازدادت فيه الحاجة إلى بحث شؤون الإفتاء ووضع ضوابط عملية للفتوى، مشيراً إلى أن المؤتمر سيبحث موضوعه من خلال ثمانية محاور تتناول الفتوى وأهميتها وتأكيد الثوابت الشرعية والاجتهاد الجماعي وأهميته في مواجهة مشكلات العصر والفتاوى الشاذة وخطرها وتغير الفتوى والتلفيق وتنظيم الفتوى والفتوى في الفضائيات. وأوضح الدكتور التركي أن عدداً من أعضاء المجلس الفقهي الإسلامي في الرابطة إلى جانب عدد من العلماء والفقهاء وأساتذة الفقه في الجامعات الإسلامية والمفتين المسلمين سيشاركون في المؤتمر، إذ اعدوا البحوث وأوراق العمل لمناقشة محاور المؤتمر، منوهاً إلى أن المؤتمر سيُصدر في ختام جلساته ميثاقاً للفتوى، يتضمن ضوابط شرعية علمية للإفتاء. وأعرب عن أمله في أن يحقق المؤتمر أهدافه في تأصيل مسائل الإفتاء، وان يسهم في معالجة المشكلات التي تتعرض لها الفتوى في هذا العصر الذي كثر فيه المتصدون للإفتاء عبر المحطات الفضائية والانترنت وغيرها من وسائل الإعلام. وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أهمية الفتوى في حياة المسلمين وأثرها في حياة المجتمع المسلم وفق شريعة الإسلام وأن مهمة الإفتاء للناس مهمة جليلة، لا يجوز أن يتصدى لها إلا أهل الاختصاص من الفقهاء والمفتين الأتقياء القادرين على استنباط الأحكام الشرعية والمؤهلين للإفتاء. ودعا الدكتور التركي وسائل الإعلام للتعاون مع علماء الأمة الثقات في نشر الفتاوى وإجابة المستفتين وحث القائمين عليها على تقوى الله سبحانه وتعالى وأن يجعلوا من وسائلهم الإعلامية أدوات لخدمة الشريعة ونشر الفتاوى الصحيحة المأخوذة عن العلماء المتخصصين بالفتوى وشؤونها. ورفع الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي شكره وتقديره للقيادة السعودية التي يأتي تبنيها المؤتمر ورعايتها الكريمة له كعامل قوي يعزز من قوة المؤتمر ما سيسهم في تحقيق الأهداف المرجوة منه. وكان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أبدى قلقه وانزعاجه من تنامي ظاهرة"المفكرين الإسلاميين"، معتبراً أن التفكير حق مشروع لجميع المسلمين، وليس حكراً على فئة دون أخرى،"لكن آخر الزمان أظهر لنا هؤلاء المفكرين المزعومين"، مطلقاً عليهم مسمى"متطفلي الإعلام للحديث باسم الإسلام". وشنّ الدكتور التركي - في تصريح إلى"الحياة"الثلثاء بعد المؤتمر الصحافي الذي عقده للحديث عن المؤتمر العالمي للفتوى - هجوماً على وسائل الإعلام العربية التي أسهمت - ولو بغير قصد - في تقوية شوكة هؤلاء"المدّعين"ومنحتهم مساحات واسعة لإبداء آرائهم تحت ذريعة الإسلام، معتبراً أن حال الوهن والضعف التي تعاني منها الأمة الإسلامية تسببت في تسلّق الكثيرين سلاح الإسلام والمناداة باسمه والتعليق عليه وانتقاده ولو تحت ذريعة الفكر الإسلامي. وطالب الدكتور التركي القائمين على وسائل الإعلام العربية بأن يمنعوا استضافة أو أخذ الآراء الإسلامية من غير المؤهلين شرعاً للحديث باسم الإسلام الذين ينحصرون في أعضاء هيئة كبار العلماء السعودية والقائمين على المجامع الإسلامية في مختلف دول العالم. كما شن الدكتور التركي هجوماً على ما سمّاهم"مشايخ الفضائيات"الذين أكد أنهم ليسوا مؤهلين شرعاً للإفتاء وليسوا على دراية تامة بمتطلبات المفتي كون الكثيرين منهم يعاني من قصر في فهم اللغة العربية فهماً صحيحاً يتماشى والاشتراطات الدينية، واستمر في نقده لهم ممتعضاً من ادعائهم معرفة كل بواطن الشريعة الإسلامية واستعدادهم لتقديم الفتاوى في أي أمر من أمور البشر الحياتية في لمح البصر وعلى الهواء مباشرة من دون الرجوع إلى الأدلة والبراهين أو حتى التريث والتفكير. المؤتمر يُصدر ميثاقاً ل"الفتوى"يتضمن ضوابط شرعية علمية للإفتاء.