هذا العنوان لم يكن من بنات أفكاري، بل استعرته من مسلسل"نسر الشرق"صلاح الدين الأيوبي، الذي عُرض في إحدى القنوات العربية سابقاً. أما أسباب الربط فإن أحداث المسلسل، هي"السيناريو"ذاته الذي يدور الآن في الساحة السياسية، مع اختلاف الشخصيات ما بين"الفرنج"والمسلمين العرب، وهو ما يدور الآن بين الفلسطينيين والإسرائيليين... وكأنما التاريخ يعيد نفسه بالنسبة لليهود في أعمالهم الإجرامية والدسائس والمكائد التي يحيكونها ضد"العرب"قاطبة، وليس ضد الفلسطينيين فقط. لأن اليهود منذ عهد مملكة"أورشليم"وحتى العهد"الشاروني"، وصولاً إلى باراك وأولمرت هم اليهود أنفسهم الذين توارثوا من أسلافهم... عدم الصدقية والكذب المتعارف عنهم في كل شيء، وعدم الوفاء بالوعود والعهود والمواثيق التي يبرمونها منذ بداية الإسلام الأولى... إلى الدولة الفلسطينية اليوم... والتاريخ القديم والحديث خير شاهد على كل الأحداث اليهودية الصهيونية ضد الأمة العربية الإسلامية... حتى ولو أتوا"بنصف"العالم مراقبين لهم في ما يفعلون، وهم غير آبهين بمن حولهم من تلك الدول، ولا يسمعون لأحد حديثاً مهما كان. فالأمر عندهم سيان. لا يصعب على إسرائيل أن تأتي"بالحجج"والأقاويل الباطلة من أجل تحقيق أهدافها في الهيمنة والاحتلال وسحق الشعب الفلسطيني... وأيضاً من أجل أن تزول الأمة الإسلامية والعرب من فلسطين، فالصهاينة لا يبالون ولا يتوانون في سبيل تحقيق مكاسب شخصية وذاتية بحتة تهم اليهود فقط، من أجل ذلك لا يهمهم أن ينكثوا بعهد أو ينقضوا ميثاقاً مع أي أحد أو أي دولة. لذا لن يكون للعدو الصهيوني عهد أو ميثاق من أجل السلام الذي يتمناه الشعب الفلسطيني، لأن الذي يجري في الساحة من مؤتمرات واجتماعات وشجب لا يجدي شيئاً... وحتى ولو كان تقرير"ميتشل"أو الجنرال وغيره، قادرين على فعل شيء غير الذي يرضي طموحات وغرور وأطماع اليهود في بقاع العالم، ليبرهنوا على أنهم هم الأقوى في العالم. طالما هناك"قوى"خفية تدعمهم مادياً ومعنوياً، وتمدهم بالعدة والعتاد في الخفاء أو علناً، وتحثهم في الخفاء على المضي قُدماً في ما يسعون إليه. لذا أقول إلى متى ستظل الأمتان العربية والإسلامية مكتوفتي الأيدي، وهما تريان بأم أعينهما، عبر جميع القنوات الفضائية، ما يدور من مجازر في غزة وقتل للمدنيين والأطفال، واحتلال بيت المقدس، أو ما يدور في فلسطين بصفة عامة؟? وكيف ومتى نتفق تجاه القضايا المصيرية؟? وما الخطوات الواجب اتباعها في سبيل إنقاذ الأمة العربية من الصهاينة الذين ينهشون في أجسادنا وينتهكون الأعراض؟! هل الشعب"الفلسطيني"هو الوحيد الذي عليه تطهير"القدس"وتحرير"المسجد الأقصى"، أم هو واجب على كل المسلمين؟ وفي النهاية أقول: كما قال نسر الشرق صلاح الدين... القدس... أو الموت.. والشهادة أو النصر... هما فقط اللتان من الممكن أن تحررا"فلسطين"من دنس اليهود الصهاينة... ولكن هذا يتطلب من الأمة العربية التوحد، وتقديم الدعمين المادي والمعنوي، ومد الفلسطينيين بالسلاح اللازم وفتح الممرات لإدخالها لخوض المعركة المصيرية. لأن كل الوعود والعهود والمؤتمرات وعبارات الشجب هي حديث"ممجوج"لا يسمن ولا يغني من جوع، لأن اليهود لا يتغيرون ولا يتبدلون عن ثوابتهم ومبادئهم نحو تحقيق مآربهم الشخصية التي تبعد كل البعد عن مبادئنا الإسلامية. ولكن لو اتحد العرب جميعاً لتقوقع اليهود ولم تقم لهم قائمة إلى يوم القيامة، ولكن كيف يتم ذلك ومتى؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه وهو أيضاً بيت القصيد... وإلى ذلك الحين"الموت... أو القدس". جعفر حسن حمودة - الرياض