محمد الماجد... شاب خليجي من قطر في سن السادسة عشرة من عمره، ذهب إلى بلاد الحضارة ليتعلم وليكتسب المعرفة من بلد يدعي المثل والقيم الحضارية! في ذلك البلد الحضاري قتلوه بلا شفقة، أقدموا بكل وقاحة على ضربه بأحذيتهم وزجاجات الخمر التي تفيض بالحقد، لم يكن الماجد يحمل قنبلة في جيبه ولا في يده، كان يحمل سحنة عربية، وروحاً شبابية متفائلة بالمستقبل، والظن الحسن بتلك البلاد وأهلها الذين يدعون بأنهم حملة لواء الحرية والديموقراطية ورعاة حقوق الإنسان! كان قتله صدمة لنا كخليجيين خصوصاً وكعرب عموماً، ولكل إنسان يحمل بين جنبيه شعوراً صادقاً بقيمة الإنسان، لفداحة الجريمة التي قام بتنفيذها أحفاد الذين كانوا يمارسونها في جميع أنحاء العالم في زمن التخلف والانحطاط، جريمة تنم عن عنصرية من الطراز الحديث، مليئة بالحسد والغيرة من شاب وسيم ومن بلاد تتمتع بالثراء ليس الا. جريمة تنم عن شعور عنصري بغيض، وإحساس بالفوقية، وانحدار بالممارسة التربوية لآباء هؤلاء المعتدين، الذين غرسوا في أذهان أبنائهم التفكير السيئ والنظرة الدونية للآخرين، ما الذي اقترفه هذا الشاب الذي جاء إلى بريطانيا وفي ذهنه التزود من ثقافتها فكان نصيبه من ذلك القتل على أيدي طليعة الأمة الانكليزية، وهذا المؤلم حقاً، فلو كان القاتل من كبار السن لقلنا بأنه من بقايا حملة لواء العنصرية الذين انقرضوا، أما أن يكون القتلة من الشباب فذلك أصدق دليل على أن آباءهم يربونهم على الحقد والكراهية الممقوتة للآخر وهنا تكمن الخطورة. والدليل القاطع على أنهم يمارسون العنصرية المفعمة بالغيرة من المسلمين عامة، ومن أبناء الخليج خصوصاً، كالذي حدث للسيدة الخليجية المنقبة التي منعت من دخول متحف في إيطاليا لأنها ترتدي نقاباً!، والأدهى والأمر أن يمتنع أحد المصارف السويدية عن دفع أي شيك لأي شخص اسمه أحمد!... الحقيقة انها ممارسات عنجهية لا تدل على تكبر وتجبر هذه الأمم فحسب، بل علينا كأمة مسلمة، وعلينا كجنس عربي يُمارس ضدنا كل عمل رخيص بلا تردد، أن نقف وقفة قوية في وجه هذه العنجهية الغربية. فربما كان سبب قتل الشاب الماجد لأن اسمه"محمد"!. [email protected]