هناك حوادث مرورية تدخل بعض الجهات الحكومية والخاصة سبباً في وقوعها. لا نبرر للسائقين المتهورين أو المهملين، إلا أن هذا هو واقع الحال. والغريب أن مثل هذه الحوادث ما زالت تتكرر، وهنا أتحدث عن أحد هذه الأسباب، ألا وهو غرس الأشجار في الرصيف"الوسطي"بين المسارات في الشوارع. حقيقة لا أرى أن تجميل منظر الشوارع والمدن أمر بالغ الأهمية، خصوصاً إذا كان من نتائجه تلك الحوادث المرورية. المطالبات بإعادة النظر في غرس الأشجار، جاءت بعد التأكد من دورها في الكثير من الحوادث المرورية، إذ تحجب نظر السائقين عن مشاهدة السيارات في المسار الآخر، ولا أبالغ لو قلت إن السائق يكون شبه أعمى في مواقف كثيرة بسبب استمرار هذا الوضع. ننتظر جميعاً أن يكون هناك تنسيق بين وزارة البلديات وأمانات المدن من جهة، والإدارة العامة للمرور من جهة أخرى، لمعرفة نسبة الحوادث المرورية التي كان للأشجار دور في وقوعها. ثم ما الذي يعوق الإدارة العامة للمرور من المبادرة وطرح أفكارها ومقترحاتها على الجهات الأخرى ومنها البلديات إن كانت ترى في بعض الإجراءات خطراً يهدد حياة السائقين أو يعوق حركة السير؟ غياب التنسيق ينسحب على جهات أخرى حكومية وخاصة، وينتج منه سلبيات كثيرة، ولسنا بعيدين عن حفريات الشوارع وإفساد شركة الكهرباء وشركة الاتصالات الطبقة الإسفلتية بحفريات لا تكاد تنقطع. إن ما نطالب به هو وجود مؤسسة تكون مهمتها الربط بين الجهات الحكومية، والإشراف على أداء كل جهة، بحيث لا يكون معارضاً لإجراءات جهة أخرى، علماً بأنه من المفترض عدم اقتراح هذه الجهة لو كان هناك عمل بالحكومة الإلكترونية، التي طال انتظارنا لها.