سلمت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أمس وثائق طرح الجزء الأول من المرحلة الأولى لمشروع قطار الحرمين الذي يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة عبر مدينة جدة إلى الائتلافات الأربعة المتأهلة، فيما سيتم تسليم الوثائق الخاصة بالمراحل المتبقية تباعاً. وتم تسليم هذه الوثائق للائتلافات وإعطائهم فترة ثلاثة أشهر لتحضير عطاءاتهم الفنية والمالية لتنفيذ هذا الجزء من المشروع. وتشمل هذه الوثائق الشروط الفنية لتنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى من مشروع قطار الحرمين السريع للائتلافات المؤهلة 4 ائتلافات لتقوم بدراستها وتقديم عطاءاتها وفقاً للموعد المحدد. وسيقوم الفريق الفني بالمؤسسة بتحليل العطاءات واختيار العرض الفائز خلال شهرين من تسليم العطاءات. وعلمت"الحياة"ان التقديرات الأولية لكلفة المشروع قد تصل إلى 10 بلايين ريال، من المتوقع أن تراوح عطاءات الائتلافات في حدود هذا المبلغ، وأضافت أن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ستكون حريصة بشدة على البدء في المشروع بأسرع وقت ممكن، متوقعة أن يكون ذلك في منتصف 2009. وأوضح وزير النقل رئيس مجلس إدارة المؤسسة الدكتور جبارة الصريصري"إن الموافقة على وثائق طرح المشروع تعتبر من أهم الخطوات ضمن إجراءات الإعداد لتنفيذ المشروع، إذ بذلت المؤسسة واستشاريو المشروع جهوداً كبيرة للوصول إلى صياغة نهائية غطت جميع الجوانب القانونية والمالية والفنية التي تتلاءم مع الأسلوب الذي سيتم تنفيذ وتشغيل المشروع بموجبه، كما شملت جميع الاتفاقات والشروط التي يجب الالتزام بها من جميع الأطراف"، موضحاً أن هذا الجزء من المشروع يتعلق بالأعمال المدنية للخط الحديدي للمشروع الذي يربط مكةالمكرمة بالمدنية المنورة مروراً بمدينة جدة ومطار الملك عبدالعزيز، بينما يتعلق الجزء الثاني من المرحلة الأولى ببناء المحطات. أما المرحلة الثانية فهي تشمل تشييد الخط الحديدي وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والتشغيل والصيانة. من جانب آخر، أوضح رئيس عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية المهندس عبدالعزيز الحقيل"أن مشروع قطار الحرمين يتميز بسرعته العالية التي تتجاوز 300 كلم في الساعة، إذ سيكون زمن الرحلة بين مدينة جدةومكةالمكرمة نصف ساعة فقط، بينما لا يتجاوز زمن الرحلة بين مدينتي جدة والمدينة المنورة الساعتين، وسيوفر عند اكتماله وسيلة نقل غير مسبوقة في الشرق الأوسط وخدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين"، وأضاف انه سيشكل إضافة مميزة لمشاريع التطوير التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في المشاعر المقدسة، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة. واوضح أن أعمال هذا المشروع تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كلم مجهزة بأنظمة إشارات واتصالات حديثة وسيكون من التزامات المتنافسين للمرحلة الثانية تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة وكذلك صيانة وتشغيل المشروع وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طوال فترة الامتياز. وكانت ستة ائتلافات من بين سبعة ائتلافات قد تأهلت لتقديم عروضها، وقد جرى تغيير على هيكلية بعض هذه الائتلافات حيث قرر ائتلافان تقديم عرض موحد لهما فيما أحجم آخر عن تقديم عرضه ليصبح العدد النهائي لهذه الائتلافات أربعة هي:"ائتلاف الراجحي"، و"ائتلاف بن لادن بمشاركة ائتلاف أو إتش إل الدولية"، و"ائتلاف سعودي أوجيه المحدودة"، و"الائتلاف السعودي - الياباني"، وتضم هذه الائتلافات عدداً كبيراً من المقاولين والشركات المتخصصة في صناعة وتشغيل أنشطة الخطوط الحديدية، إضافة إلى نخبة من كبار المستثمرين السعوديين. يذكر أنه في خطوة سابقة على قدر كبير من الأهمية كانت قد صدرت الموافقة السامية على مسار مشروع قطار الحرمين وتمويل تنفيذ المشروع عن طريق الصناديق المتخصصة، إضافة إلى الموافقة على تأسيس هيئة تنظيمية تشرف على قطاع النقل في الخطوط الحديدية.