ينتهز المتسولون الفرصة في شهر رمضان الكريم لاستجداء عطف فاعلي الخير، واستدرار ما في جيوبهم، وهذا ليس بجديد على رغم أن منهم من يتسول من أجل الحاجة فيما يتسول آخرون لشراء المخدرات ربما. لكن الجديد والمخيف أن باب التسول المفتوح على مصراعيه قد يجذب أشخاصاً يتخفون في ثياب المتسولين غير أنهم يطمعون في جمع الأموال لإنفاقها في طرق مشبوهة، خصوصاً في ظل تكثيف الرقابة الحكومية على التبرعات النقدية، ويبقى التسول في جميع الأحوال ظاهرة غير حضارية تنبذها جميع المجتمعات. ويلجأ كثير من المتسولين والمتسولات إلى الوقوف أمام أبواب المساجد والمجمعات التجارية بعد طباعة أوراق ومستندات تفيد بتعرضهم إلى حوادث ورغبتهم في شراء العلاج، وكثير منهم يتواجد في هذا الشهر الكريم أمام المتاجر الغذائية قبل الإفطار لاستعطاف قلوب الصائمين فى دفع مبالغ مالية، ولا سيما النساء اللائي يتنكرن فى العباءة السعودية لإيهام الآخرين أنهن سعوديات، إلا أن غالبيتهن بحسب تصريحات الجهات المختصة من الوافدات الأفريقيات. ويقول القاضي في ديوان المظالم في منطقة مكةالمكرمة إبراهيم النجيمي ل"الحياة":"إن على المتسولين أن يتقوا الله فى أنفسهم، فإن الله سبحانه وتعالى عاقب الذين يسألون الناس بغير حاجة بأنهم يأتون يوم القيامة وليس فى وجوههم نزعة لحم، فيجب عليهم أن يقلعوا عن التسول ويبحثوا عن أعمال يأكلون منها لقمة شريفة". وشدد النجيمي على فاعلي الخير بالحذر من هؤلاء المتسولين الذين تدور حولهم الشبهات، فمنهم من يستخدم التسول ربما لجمع المال فى ضر الأمة الإسلامية والمجتمع، وقال:"نحن لا نعرف هوية المتسول الذي نعطيه مالنا ولا غرضه من هذا المال". وأوضح الناطق الاعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن لجنة مكافحة الظواهر السلبية المشكلة من إمارة مكة والشرطة والجوازات ومكتب مكافحة التسول تتابع هؤلا المتسولين باستمرار، مشيراً إلى أنه جرى القبض على الكثير من المتسولون من الجنسين. فيما أكد رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة سعد القرشي أنه تم التنبيه على الفنادق التى يسكن فيها المعتمرون بعدم السماح للمتسولين بالوقوف أمام أبواب الفندق، وإبلاغ لجنة الظواهر السلبية فى حال وجودهم فوراً، مشيراً إلى وجود جهات معتمدة تقبل الصدقات والزكوات وتصرفها على مستحقيها من الفقراء.