أكد استشاري التغذية في وزارة الصحة في السعودية الدكتور خالد المدني، أن مشروب السوبيا الرمضاني يتكون من مواد مفيدة للجسم، وذلك لاحتوائه على الحبوب الكاملة المعتمدة على الفيتامينات والمعادن والدهون، إضافة إلى كمية من البروتينات وجزء كبير من الكربوهيدرات، وهي تعتبر من المغذيات التي تفيد جسم الإنسان ويحتاجها كثيراً في شهر رمضان بعد الصيام. وحول فوائد التخمر للأطعمة ذكر المدني أن"بقاء مثل هذه الأنواع من المشروبات خارج الثلاجة فترة يؤدي إلى التخمر، وهذا التخمر يؤدي إلى تكوين مواد كحولية، وهي نتيجة طبيعية كأي نوع من أنواع التخمر يحدث للكربوهيدرات، أي أنها تتحول إلى صورة من صور الكحوليات. كما أن وجود الشعير والشوفان وهي الحبوب الكاملة التي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن والألياف وكل مكون له فوائد معينة. ووجود الخميرة في هذا المشروب يعمل على تسريع عملية التخمر، ما يعطي الطعم الحمضي للمشروب بعد يومين أو ثلاثة من وضعه خارج الثلاجة. أما معنى كلمة التخمر فهو إضافة الطعم على الغذاء، ذلك أن ثلثي الطعام المتناول تحدث له صورة من التخمر قبل تناوله، فمثلاً الخبز والأجبان واللحوم الباردة والمخللات يحدث لها نوع من التخمر قبل تناولها لأنه قد يحسّن من الطعم ومن النكهة ويجعل الأكل سهل التناول، وهي من فوائد عملية التخمر للأطعمة". وأضاف:"التغير الكيماوي البسيط الذي يحدث في السوبيا نتيجة عملية الأكسدة يأتي في تحويل صورة الكربوهيدرات إلى تغير صورة الكحوليات نتيجة ارتفاع درجة الحرارة ووجود الخميرة فيه. أما التخمر فهو درجات، فإن وصل هذا المشروب إلى درجة التخمر الكامل فإنه بذلك تحول إلى مادة كحولية وهي ممنوعة ديناً وقانوناً، أما الطعم الحمضي الذي يؤثر في الطعم والنكهة بصورة مميزة والتخمر يعطي المشروب الطعم اللاذع والحاد. ونتيجة احتوائه على الحبوب الكاملة والسعرات الحرارية والكربوهيدرات التي تعطي الطاقة لجسم الإنسان، خصوصاً الصائم، يكثر بيعه في شهر رمضان، ويعتبره البعض مشروباً للطاقة، كما أن وجود الماء في السوبيا يروي العطشان، وهو مفيد لحصى المرارة والكلى، إضافة إلى وجود البروتينات والألياف التي تمد جسم الإنسان بالطاقة". وفي السياق نفسه، حذّر إمام وخطيب مسجد ابن محفوظ في جدة منتصر عسيري ممن يستغل مشروب السوبيا لأغراض سيئة، كأن يقوم بتخميره أياماً طويلة فيحوله إلى خمر، فهو بذلك يدخل به ضمن دائرة المحرمات قائلاً:"فهي تأخذ حكم الخمر، فإذا حُولت واستخدمت لأغراض غير سليمة وبدأت تُخمر كأن يشربها الإنسان ليسكر ويخمر عقله به فإن ذلك لا يجوز. فالله عز وجل حرم الخمر، وإذا كانت الخمر محرمة فإن كل ما يأخذ هذا الحكم يكون محرماً مثله، وباستخدام القياس نجد أن إلحاق فرع بأصل لعلة جامعة بينهما والعلة الجامعة هنا هي الإسكار والأصل هو الخمر والفرع هو السوبيا المخمرة التي تستخدم لأغراض الخمر أي يسكر فتناولها حرام".