لقي 11 شخصاً حتفهم وأصيب 46 آخرون، غالبيتهم من المعتمرين في حادثتين منفصلتين وقعتا فجر أمس على الطريق السريع بالقرب من مركز الحوميات 150 كيلومتراً جنوب عفيف. ووفقاً لمدير العلاقات العامة في مستشفى عفيف محمد الضليعي، فإن حافلة تحمل 48 معتمراً انقلبت في مكان قريب من مركز الحويمات، جراء ارتطام سيارة من نوع"كامري"بها من الخلف، الأمر الذي أدى إلى انحراف الحافلة قبل أن تنقلب، مخلفة 9 قتلى و39 مصاباً، إصابات معظمهم خطرة. وأشار الضليعي إلى أن مستشفى عفيف استنفر طاقاته كلها، واستقبل 32 حالة، أدخلت أربع منها إلى العناية المركزة، في حين تم نقل حالة واحدة إلى مستشفى الملك سعود في القصيم تعرض صاحبها لبتر إحدى يديه، فيما نقل بقية المصابين إلى مستشفى الخاصرة. وقالت مصادر أمنية ل"الحياة":"إن الحافلة توقفت في إحدى الاستراحات على الطريق السريع لإعطاء الركاب فرصة لتناول طعام السحور، وبعد توقف دام أكثر من نصف ساعة واصلت طريقها في اتجاه مكةالمكرمة وبعد تجاوز مركز الحوميات بمسافة 13 كيلو متراً تعرضت لاصطدام في الجانب الأيمن من سيارة نوع كامري، الأمر الذي أدى لفقدان السائق السيطرة عليها ومن ثم خروجها من الطريق، فانقلبت مرات عدة لتتناثر أجساد المتوفين والمصابين في اتجاهات مختلفة في مشهد مروع ومؤثر للغاية. وفور وقوع الحادثة باشرت فرق إسعافية من الهلال الأحمر في الحوميات وفرق من مستشفيي عفيف والخاصرة، إضافة إلى ست فرق من دوريات أمن الطرق تولت تنظيم الحركة على الطريق التي توقفت بسبب التجمهر من سالكي الطريق على الموقع. كما وصلت إلى موقع الحادثة كذلك فرق من الدفاع المدني في منطقة الخاصرة والحوميات وتولت قص الحديد عمن تبقى من الركاب داخل الحافلة من المتوفين والمصابين وذلك لإعطاء الفرصة لرجال الإسعاف لنقلهم في الوقت المناسب. وأوضح مصدر صحي من الفرق التي باشرت الحادثة ل"الحياة"أنه نظراً لمحدودية سعة مستشفى الخاصرة العام فقد تم تحويل العدد الأكبر من المصابين والمتوفين إلى مستشفى عفيف الذي يبعد عن موقع الحادثة 100كيلو متر. وعلمت"الحياة"أن ركاب الحافلة المنكوبة غالبيتهم من الجنسيتين السعودية والمصرية، ويوجد بينهم عدد قليل من جنسيات آسيوية مختلفة. وفي ما يخص الحادثة الثانية، أشار الضليعي إلى سيارة تستقلها عائلة مكونة من تسعة أشخاص تعرضت لحادثة مرورية بالقرب من الحوميات نتجت منها وفاة امرأة وابنتها، فيما تم نقل بقية المصابين في الحادثة إلى مستشفى عفيف بواسطة إسعاف الهلال الأحمر. وأوضح أن مدير مستشفى عفيف سلطان الهاجري كان على اتصال مباشر بكل من محافظ عفيف، والمدير العام للشؤون الصحية الدكتور هشام ناظرة، ومساعد المدير العام لشؤون المستشفيات الدكتور محمد الفايز، ومساعد المدير العام للرعاية الصحية في منطقة الرياض الدكتور منصور اليوسف. ودعا الضليعي المواطنين والمقيمين إلى التبرع بالدم والمسارعة إلى ذلك، نظراً لكثرة عدد المصابين والحاجة الماسة لتعويضهم عن الدم المفقود. يشار إلى أن هاتين الحادثتين أعادتا إلى الواجهة المطالبة الملحة بضرورة إدخال الإسعاف الطائر حيز التنفيذ، وخصوصاً على طريق الرياض-الطائف السريع الذي يعتبر من أطول الطرق السريعة في السعودية يبلغ طوله 800 كيلومتر ومن أكثرها كثافة مرورية لربطه مناطق عدة من البلاد بالعاصمة المقدسة.