يقضي شبان في القنفذة 300 كلم جنوبمكةالمكرمة أكثر من 3 ساعات متواصلة من نهار رمضان على البحر، يمارسون خلالها هواية الصيد. يحملون أدوات الصيد"الخيط"و"العود"، ليدخلون في تنافس على من يصطاد أكثر. وقبيل المغرب يحزمون أغراضهم بالعودة ومعهم غلة وفيرة من السمك، يخصصون البعض منها للإفطار، والبعض الآخر هدايا لعائلاتهم وأصدقائهم. وتمتاز هذه الهواية بأنها تعلم الصبر، كما يؤكد عبدالله إبراهيم الفقيه، وهو أحد صيادي السمك المواظبين على هذه الهواية. يقول:"لو أحب أي شخص هواية صيد الأسماك لما تركها أبداً، فهي هواية تعلم الصبر والجلد وقوة التحمل، إضافة إلى كونها وسيلة تعارف كبيرة بين الناس وبين ما يحويه بطن البحر من أنواع عجيبة من السمك". ويؤكد الفقيه أنه تعرف خلال هذه الفترة من الممارسة على أنواع كثيرة من السمك، مثل الضيراك والعربي والناجل والهامور والطراد والعسمود، التي تختلف أسماؤها من منطقة إلى أخرى. يقول:"للصيد ميزة قد لا يعرفها البعض وهي الاستكشاف، فنحن نقضي وقتاً طويلاً في البحث عن الأماكن التي يوجد بها السمك، ووجدنا ذات مرة بحيرة في وادي حلي، وكانت وفيرة بالسمك، وما زلنا نزورها من وقت إلى آخر". أما سليمان القوزي، وهو أيضاً من ممارسي هذه الهواية في رمضان، فيؤكد أنه حين يرمي الأصدقاء سناراتهم في الماء، يخوضون مع بعضهم البعض في نقاشات جادة حول الجديد في عالم الصيد والتقنيات والأدوات الجديدة المستخدمة في عملية الصيد،"لا يخلو الحديث من الدخول في قضايا السياسة والرياضة". ويضيف:"هناك أوقات مميزة للصيد وننصح بها الجميع، ولعل أوقات الصيف هي الأنسب، إذ يكون السمك بالقرب من الشاطئ، ونبتعد في فصل الشتاء، إذ تغوص الأسماك لتستقر في قعر البحر بحثاً عن الدفء، ولا ينصح بالصيد في أوقات الشتاء، خصوصاً أولئك أصحاب القوارب نظراً إلى تقلب الطقس في تلك الفترات الباردة". وينصح القوزي"يجب عليك أن تختار الطعم الجيد مع مراعاة اختيار نوع خيط قوي يربط بعود طويل، كي لا ينقطع أثناء سحب الصيد". ويشير إلى أن هواية صيد السمك غير مكلفة وتحتاج إلى أدوات بسيطة.