صدر عن مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة كتاب يتناول الصحافة في المدينةالمنورة، من تأليف الناقد محمد الدبيسي، ويتطرق فيه إلى تاريخها وأثرها في الحركة الأدبية. في 170 صفحة، يستقصي الكتاب ظاهرة الصحافة المميزة في تأريخ المدينةالمنورة الحديث، وإحدى رياداتها المتعددة التي تعدّ ظروف نشأتها وتطورها لا تماثل أية مدينة أخرى مكاناً ومعنى. وكما يقول الكاتب فإن هذا الكتاب وإن لم يكن الوحيد في مجاله الموضوعي العام، فإن له خطاً إجرائياً خاصاً لرصد الحركة الصحفية في المدينةالمنورة، منذ بداياتها في العهد العثماني إلى عصرنا الراهن، والتحولات التي مرت بها وأثرها على الحركة الأدبية وطبيعة المناخات الاجتماعية والأسرية التي جعلت الداغستاني والخطاب وغوث والأنصاري وحافظ أسراً أدبية وصحافية. يتحدث الكاتب من خلال مقالات متتالية بدءً عن الصحافة وإرهاصات الوجود في صحافة العهد العثماني من صحف الحجاز وشمس الحقيقة والإصلاح الحجازي وصفا الحجاز، ومنتقلاً إلى صحافة العهد الهاشمي التي تمثلت بصحف القبلة والفلاح وبريد الحجاز، ويختم عرض أثر هذه الصحف على الحركة الثقافية في الحجاز عموماً، لينتقل في الحديث عن الصحافة في المدينةالمنورة من الإمكان إلى التحقيق، من خلال صحف الرقيب والحجاز والمدينةالمنورة الأولى والثانية، مفضياً في الحديث عن نشوء المجلة الأدبية الأولى"المنهل"، وطباعتها وانتقالها إلى مكةالمكرمة وريادتها من خلال كشّاف المنهل وكتابها الفضي ومترجماتها ومسرحياتها، ودورها في تشكل أدب المرأة في المدينة وأثر هذه المجلة في الحركة الثقافية في المدينة وفي المملكة عامة. كما يخصص الكاتب لقصة كفاح ونجاح صحيفة المدينةالمنورة "الصحيفة السعودية الأولى في المدينةالمنورة"مقالات عدة ذكر فيها مضمونها وأعلام مهمة في تأريخها ورؤساء تحريرها واحتجابها، إضافة لأثرها في الحركة الأدبية في المدينة والمملكة، إلى جانب سرد الإصدارات الدورية المعاصرة في المدينةالمنورة. الكتاب إضافة لمادته الغنية والمختصرة معاً يضم صوراً لنسخ أغلفة ومقالات عدد من صحف ومجلات المدينةالمنورة وبعض روّادها.