تطالعنا صحفنا المحلية يومياً بنشر أخبار عن زواج مسن أو كهل بفتاة صغيرة في السن لم تتجاوز العاشرة أو أكبر قليلاً، وبالبحث عن الأسباب نجد أنها متعددة، ولكن المصيبة واحدة... أقولها والألم يعتصر قلبي كلما سمعت أو قرأت أو قدمت لي دعوة لحضور حفلة زفاف! ومصدر القلق هنا ليس له علاقة بمناسبة الزواج أو تقديم الدعوة، ولكن بسبب نوع وطبيعة هذا الزواج، ولكي أسهل الأمر قليلاً أقول، ما رأيكم عندما يكون هناك زواج غير مكتمل الشروط، أو غير مناسب لأي طرف من أطراف هذا الزواج، بمعنى عندما"يشيخ"أو يبلغ أحد أحبتنا من العمر عتياً ويصاب بلوثة"المراهقة"المتأخرة، أو"الحب"العذري في المكان والزمان الخطأ، ويُقدم على الزواج من فتاة"17 ربيعاً"أو اقل من ذلك!! هل تخيلتم معي حجم ونوع وطبيعة هذه المأساة الاجتماعية، والمحزن في الأمر بأن أهل الفتاة أحياناً"يرحبون"ويشجعون مثل هذه الزواجات، والأسباب"متعددة"، ليس آخرها الدعم والتخفيف عن كاهل"المعرس"، وما يترتب على ذلك الزواج من أمور مادية، فيقوم أهل العروس بطلب مبلغ زهيد يصل إلى حد السذاجة والاستهانة بقيمة هذه الفتاة المغلوبة على أمرها"أحياناً". هل تخيل أحدنا هذا الموقف وتصور وضع تلك الفتاة ونظرتها لشريك حياتها"المخضرم"والعتيد، وما موقفها ليلة زفتها أمام أو جانب من وضعها القدر حليلة له... عريس يكبرها ب50 عاماً، بل ربما أكبر من ذلك والشواهد كثيرة، تسير بجانبه بخطى متثاقلة وعيون حائرة على مستقبل مجهول وحياة"زوجية"الله وحده أعلم بحالها، زوج متهالك تسنده زوجة المستقبل"القصير"والأعمار بطبيعة الحال بيد الله. من منا يرضى لابنته أو أخته بأن يكون مصيرها كمصير تلك الفتاة؟! لا أعتقد بأن فينا من يرضى ذلك لأهله أو أقربائه، إذن أين مكمن المشكلة وأين خطوات الحل بعد أن اتسع شق مثل هذه الزواجات على راتق الحلول؟! لماذا عندما يتعلق الأمر بابنة هذا"العريس"يرفض ويزمجر مسطراً بذلك أعلى درجات"الأنانية"، قد يكون هناك من تجبره الظروف أو تجبرها الظروف على مثل هذه الزواجات، ولكن المصيبة والطامة الكبرى عندما يتم أخذ رأي الفتاة، فتكون الموافقة هي سيدة الموقف!! ماذا نقول لهذه الفتاة؟!... حقيقة لا أدري... إنها وحدها التي تعرف الإجابة. [email protected]