يخشى مواطنو ومسؤولو محافظة رنية من اقتراب أزمة كبيرة للمياه في المنطقة التي تسكن فيها نحو 80 ألف نسمة، بسبب جفاف المياه من الآبار، وعدم وجود مصادر بديلة لها في المحافظة، إلى جانب إغلاق كثير منها بسبب تسممها. وقال نائب رئيس المجلس البلدي ناصر بن سعيد السبيعي ل"الحياة":"نأسف لعدم اعتماد وزير المياه السابق مشروعاً مقدماً لتوفير 1000م3 من المياه يومياً تنقل بواسطة الصهاريج من مياه تحلية الخيالة في أعلى وادي تربة 365 كيلو متراً عن رنية، بعد أن تم إعداد دراسة وطرح المنافسة واختيار المتعهد وطلب توفير مبلغ من المال، لذلك إذ اعتمدت الوزارة مخصصاً مالياً لمشاريع عدة في وقت واحد، ولم يخصص لمشروع المياه ما يكفي، ما دفع المقاول إلى الاعتذار عن استمرار تنفيذ المشروع". وأكد أن المجلس في صدد رفع طلب جديد إلى وزارة المال، لزيادة الاعتماد بما يعادل المبلغ المقتطع للمشاريع الأخرى، مشيراً إلى أن منافسة ستطرح في شهر رمضان المقبل لهذا المشروع، ومناشداً في الوقت نفسه وزير المياه لحل هذه الأزمة. ورأى أن على الوزارة إما إعادة درس كلفة النقل وفق الواقع وصعوبة الخط وبالتالي زيادة قيمة الاعتماد المالي إلى الضعفين، أو اعتماد مشروع مد أنابيب من الخيالة إلى رنية كخط مستقيم، وهذا هو الأفضل على المدى القصير، مطالباً في الوقت نفسه أن تحال مرجعية سقيا رنية إلى الوزارة أو مديرية المياه في الرياض أو عسير،"فقد يتغير الحال إلى الأفضل لأن مياه جدة عاجزة عن خدمة جدة، فكيف بغيرها؟". وأوضح مدير فرع المياه في رنية محمد الغريري، أن الأزمة تكمن في جفاف نسبة كبيرة من آبار رنية، إضافة إلى وجود نسبة أخرى عالية منها غير صالحة للشرب، مع قلة المياه في الآبار المتبقية وتعرضها لارتفاع نسبة الملوحة والنيترات في أي لحظة، في ظل عدم وجود مصدر آخر تعتمد عليه المحافظة في توفير الماء. وقال:"قبل أشهر عدة كانت المحافظة على أبواب أزمة، والآن أصبحت على أبواب كارثة، ما لم يمد خط أنبوب عاجل من طريق محافظة تربة إلى رنية بما لا يقل عن أربعة آلاف متر يومياً، أو نقلها عن طريق الصهاريج بما يعادل ألفي متر مكعب يومياً، كحل إسعافي أولي، ريثما تتم تغذية المحافظة بخط رئيس من التحلية لا يقل فيه الضخ اليومي عن 15 ألف متر مكعب". وطالب بدعم فرع المياه في رنية بالكوادر البشرية المؤهلة فنياً وإدارياً، ودعمه بالسيارات الرسمية، حتى يتم تفعيل دوره، ويتمكن من أداء واجباته وتقديم جميع الخدمات. من جانبه، أكد المواطن عبيد السبيعي أن المحافظة بحاجة ماسة إلى إنقاذ سريع تجنباً لحصول كارثة، مشيراً إلى أن المحافظة رفعت شكواها إلى فرع المياه في رنية ومديرية المياه في الطائف والمديرية العامة في محافظة جدة وإلى وزير المياه من دون جدوى. وقال:"جميع المطالبات مقيدة بأرقام معاملاتها وهي كالآتي، مطالبة فرع المياه في رنية من مدير فرع المياه في الطائف بمد أنبوب خط تحلية رئيس إلى المحافظة من محطة قريبة برقم 69/ في 22/11/1428، وهناك خطاب إلحاقي في شهر 6/1/1428 برقم 115 لحل مشكلة المياه في رنية وإمدادها بالمياه المحلاة، وخطاب تعقيبي آخر برقم 3/6/1355 في 8/3/1429 من مديرية مياه الطائف إلى مديرية مياه جدة لطلب المياه المحلاة لرنية، وغيرها، وجميعها لم يحصل فيها أي إجراء". وأضاف أن خزان المياه الموجود في رنية"تجميعي"، ولم يستكمل إنشاؤه بعد، إذ لا يزال في طور التأسيس،"علماً بأن المقاول استلم المشروع عام 1428 ولم يتم إنجازه إلى تاريخه، وتم توجيه إنذار ثالث له بإنجاز المشروع أو سحبه منه، ولم يحدث شيء بعد". واعتبر المواطن بندر بن محمد المشعل أن مشاريع السقيا في حي الدار البيضاء في محافظة رنية هي مجرد حبر على ورق، لم يستفد منها سكان المحافظة شيئاً، ولا يزالون يعانون من شح المياه وغلاء أسعار الصهاريج، حتى وصل سعر الواحد منها إلى 300 ريال، إضافة إلى أن الردود المقررة لكل حي هي عشرة ردود شهرياً في وقت يوجد في كل حي أكثر من 500 منزل. وقال:"رفعنا شكوى ومطالبة بخطاب رقم 129 في 6/1/1429 لتعديل الردود للحي من عشرة كل شهر إلى عشرة كل يوم كحد مناسب، وتقدمنا بطلب لدى فرع المياه في رنية برقم 141 في 3/2/1429 بطلب سقيا لأهالي الفرعة والرجع والسبعانة، ولا تزال قيد الانتظار". وأضاف"المنطقة في وجه كارثة، ولا توجد خزانات أرضية في المراكز التابعة لها لتستخدم في خدمة السكان في حالات الطوارئ، حتى تسعف المواطنين في حال وقع جفاف كبير في المنطقة كما هو متوقع" أما خالد السبيعي فتمنى مد يد العون سريعاً إلى محافظة رنية، نظراً لكثافتها السكانية التي تفوق 80 ألف نسمة يفتقدون أهم مقومات الحياة، مؤكداً ثقة المواطنين في الحكومة السعودية باتخاذ حل سريع لازمتهم، إما بمد أنابيب تحلية كافية من أقرب محطة تحلية مجاورة، أو مدها بالماء عبر الصهاريج الكافية لاستمرار الحياة.