أرسل"ابو عبد الرحمن"مشكوراً تعقيباً على مقال"قتل إمرأة"الذي كتبته من واقع حياتنا الاجتماعية لامرأة عانت وما زالت من زوج مدمن حرمها وهددها واولادها، ولم يحكم لها القاضي بالطلاق إلا بعد دفع ال 25 ألف ريال للفكاك من اسره، على رغم مطالبتها باحالته للطب لإثبات أنه مدمن، وهو ما استنكره أبو عبد الرحمن عبر تساؤلاته التالية:"من هذا المسلم الذي بداخله ذرة من احساس لحقوق المرأة، ولن أقول ذرة إيمان، فهي أبعد ما تكون من واقعنا المعاصر للغالبية، اذا سلمنا من المتشدقين بها وهم منها براء، وعذراً على ما سطرته من كلمات فقد تبادر لذهني تناقضات على شكل تساؤلات عدة، أليس القاضي يقضي ويحكم بصك شرعي من الكتاب والسنة وبالأدلة المتوافرة بين يديه، ولا اعتقد في هذه الحال أنه أصاب الحكمة؟! - بحسب فهمي للمقال ألا يكون القاضي متعصباً لجنسه، أو أن نفسيته في ذلك اليوم ليست على ما يرام، فحسب علمي أدلة ادمان الزوج متوافرة لديه. لم تتطرق لمسألة تحيز القاضي في اصداره لحكم جائر أو باقتراح المحكم عليها بإحالته للطب للكشف عليه، وأخيراً أرجو ان تكون تساؤلاتي ذا فائدة لفتح باب الطرح لاحقا، وأؤكد أني مشارك لك في هذا الحزن"... استاذي القارئ: إني حين ألقي بعباراتي على صفحات"الحياة"فإني ألقيها في حياة الواقع كي ينتبه المسؤولون لمشكلاتنا الاجتماعية، التي منها ظلم النساء في المحاكم الشرعية، إما بانتظارهن شهوراً وأحياناً سنين كي يقضي لإحداهن، وإما لتحايل الرجل على الشرع والقاضي، وإما بإحضار شهود زور من الممكن كشف كذبهم وافتراءاتهم، وإما بإخضاعهن للزوج عبر المال أو الأولاد، لدرجة تجعلهن ذليلات خاضعات من دون وجه حق؟ وإما لتعسف بعض القضاة ونسيانهم لقول رسول الله"صلى الله عليه وسلم":"قاضٍ في الجنة وقاضيان في النار"، وهو تحذير من رسولنا بالغ الأهمية والاثر، إذ الأخذ به يجعل القاضي يقرر قراره بحق، وعدل وحيادية وموضوعية، جاعلاً نصب عينيه هذا الحديث، فما جعل الحديث إلا لتخويف القضاة وتحذيرهم من الوقوع في النار، لأنهم قضاة مسؤولون وموقوفون أمام الله يقضون في امور الناس قضاء يجب ان يكون بعيداً عن الظلم والمصلحة والازدواجية. وأما قولك عزيزي المعقب بأن القاضي يمكن أن يكون متعصباً لجنسه فإني أقول لك إن محاكمنا تعاني من أحكام ليست في مكانها الصحيح والمناسب ليس للمرأة فقط بل وللرجل، ولك أن تقوم بجولة سريعة لنصف يوم فقط وسترى العجب، وإني أدعوك وأدعو قراء"الحياة"لمتابعة مقالاتي اللاحقة والتي سأنقلها من"حياة الواقع"عن نساء ظلمن وهضمت حقوقهن إفكاً وافتراءً واستعلاءً وتجاهلاً من أقرب ذويهن، وهي حياة مشابهة لما يسمونه"تلفزيون الواقع"، فانتظروا المزيد إن شاء الله. [email protected]