تخطئ بعض الأندية في تعاملها مع النجوم المعتزلين بوضعهم في مواقع قد لا تتناسب وشخصياتهم وقدراتهم، لذا احترق لدينا أكثر من نجم بسبب القرار المتسرع المبني على العاطفة فقط. التجارب لدينا تكشف واقعة احتراق النجوم، فماجد عبدالله تسرّع النصر باستغلال نجوميته فوضعه في إدارة الكرة فكانت تجربة غير ناجحة، وهذا لا يقلل من مكانة ونجومية ماجد عبدالله، لكن شخصيته الهادئة قد لا تتناسب مع هذا المركز الذي يتطلب قدرات إدارية لا قدرات فنية، بل إن ماجد عبدالله برؤيته الفنية العالية نجح في اللجنة الرباعية بشكل واضح، لأن عمله في اللجنة يتناسب وقدراته الفعلية. في الاتحاد يتكرر المشهد من خلال اللاعب حمزة إدريس الذي اعتزل للتو فوجد نفسه في مهمة مساعد مدرب للفريق الأول من دون تهيئته لهذا المنصب بدورات متقدمة وتدرج من النشء ثم الشباب ثم الأولمبي ثم مساعد لعدد من المدربين، حتى تصبح لديه الخبرة الكافية وحتى لو توافر له ما ذكرناه فشخصية حمزة إدريس تشبه إلى حد ما شخصية اللاعب ماجد عبدالله وقد يفرق حمزة بمؤهله الدراسي العالي لكن الشخصية القيادية الفنية لا تتوافر فيه، مع تقديرنا لتاريخه ومشواره الحافل مع الاتحاد والمنتخب السعودي الأول. المشهد يتكرر أيضاً داخل أروقة نادي الهلال من خلال اللاعب سامي الجابر الموضوع في مركز إداري يجعله بين المطرقة والسندان من أولها، فسامي الجابر الذي اعتزل قبل مدة قريبة وزامل غالبية اللاعبين الموجودين حالياً في الفريق الأول، وعلى رغم ثقافة سامي الجابر الجيدة وقدراته الإدارية الجيدة، وعلى رغم عقليات لاعبي الهلال التي تساعد أي شخص في هذا المنصب على النجاح إلا أن تجربة سامي الجابر محفوفة بالمخاطر وقد لا ينجح في هذه المهمة، خصوصاً أن بوادر القرارات تشير إلى التعجل في بعضها، ومنها الموافقة على لعب مباراة أمام بطل إيطاليا فريق إنتر ميلان في الأسبوع الثاني من أسابيع الإعداد للموسم الرياضي المقبل، ولا نعلم كيف فاتت هذه الملاحظة على صناع القرار في الهلال، خصوصاً سامي الجابر صاحب الخبرة والمعرفة التامة بمدى جاهزية اللاعبين لخوض مثل هذا اللقاء في غياب تسعة لاعبين دوليين. الأندية تبالغ في تثمينها لنجومية لاعبيها، ويصل الأمر إلى الزج بهم في مواقع قد لا تتناسب وقدراتهم وبالتالي تحترق أوراقهم قبل أوانها، كما أن اللاعبين لا يمتلكون الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار السليم بعد الاعتزال واختيار الطرق المناسبة لهم، فليس كل لاعب فذ قادر على القيادة الإدارية أو الفنية، لأن هذه المناصب لها مواصفات مختلفة جداً عن النجومية. ماجد عبدالله لم ينجح في القيادة الإدارية فكان شجاعاً بترك الفرصة لغيره وأتجه للموقع المناسب له وننتظر ما ستكشفه لنا الأيام عن سامي الجابر وحمزة إدريس. [email protected]