أنجز الفنان التشكيلي أحمد فلمبان ما يمكن اعتباره، أول موسوعة للفنانين التشكيليين في السعودية، من ناحية العدد الكبير من الفنانين وتغطيته مجمل التجارب الفنية المهمة، التي أصبحت أساسية في المشهد التشكيلي السعودي، ومنحته ملامحه الرئيسية. ووقّع الفنان كتابه، وعنوانه:"التشكيليون السعوديون"في الحفلة السنوية للفن التشكيلي السعودي، الذي أقامته جمعية الثقافة والفنون في جدة أخيراً، في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي. وأشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الدكتور يوسف العثيمين بجهود فلمبان في إخراج الكتاب، الذي يعد الأول من نوعه، وتبنت الجمعية إصداره وطباعته كدعم متواضع للفنانين، ومتابعي هذا المجال الفكري التعبيري الجميل. ودشن وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية الدكتور أبوبكر باقادر حفلة توقيع الكتاب، التي حضرها عدد كبير من المثقفين ومحبي الفن التشكيلي، إضافة إلى ممثلي الشؤون الثقافية في القنصلية الأميركية والبريطانية، وصاحب حفلة الافتتاح عدد من المعارض، وقال:"يأتي كتاب الفنان أحمد فلمبان في وقت نحن بأمس الحاجة إلى النهوض بالفن التشكيلي، وتعريف الآخرين به، خصوصاً في الأيام الثقافية السعودية في عدد من دول العالم، وتسليط الضوء على تجارب التشكيليين، الذي حصل بعضهم على جوائز عالمية يحق لنا أن نفاخر بها، وأن نقدم لهم المزيد من الدعم والرعاية. وحول فكرة الكتاب يقول فلمبان:"إن ما سعيت إليه في هذا الكتاب، الذي هو دليل تعريفي بالتجربة الجمالية السعودية والمغامرة الإبداعية، هو محاولة في إبراز هذا التاريخ الملحمي من خلال رموزه، الذين هم قاعدته وطلائعه الذين يمثلون مستقبله"، مضيفاً:"إنني اجتهدت في جمع 438 اسماً من أسماء التشكيليين والتشكيليات، ابتداء من جيل المؤسسين ومن بعدهم، ممن لهم عمر زمني فني لا يقل عن عشرة أعوام، أو من أقام معرضاً فنياً فردياً أو ممن لهم أعمال من وجهة نظري جيدة، في ترتيب أبجدي من دون تصنيف فني أو جغرافي، وتعمّدت البساطة والاختصار الشديد من دون تفصيل في المعلومات أو الدخول في محطاتهم الفنية وانجازاتهم الفكرية وأنشطتهم الثقافية". وأكّد أن مصدر معلوماته كان من خلال استمارات،"كنت وزعتها على الفنانين قبل عشرة أعوام، إضافة الى بعض الاستفسارات من الوسط الفني، للتحقق قدر الإمكان من صحة المعلومات عن الفنان". وعن أعمالهم الفنية يوضح:"أخذتها من الكتالوجات ومطويات المعارض الشخصية والجماعية، واستعنت في بعضها بالصحف والمجلات"، مشيراً إلى أن تدوينه للمشاركات الفنية كانت من سيرة الفنان الفنية، سواء كانت مشاركات جماعية أم فردية أم مسابقات تشكيلية. وتطرق فلمبان في كتابه إلى الأسلوب الفني للتشكيليين السعوديين، التي يراها تتجه إلى المدارس الفنية المعروفة كالكلاسيكية والرومانسية والواقعية والتأثيرية والتعبيرية والسريالية والتكعيبية والتجريدية والدادا والفوتوريزمو والبوب ارت وغيرها، مؤكداً أن التشكيلي السعودي"حتى وإن تأثر بالمدارس السابقة إلا أنه ينفرد بخصوصية تمسكه بعاداته وتقاليده وبيئته المميزة، سواء في المنطقة الوسطى أم الغربية أم الجنوبية أم الشرقية أو الشمالية. ويرى فلمبان أن البعض ممن تطرقوا إلى المفاهيمية نجحوا في طرحها، مشيراً إلى فوز الفنان الراحل هاشم سلطان بالجائزة الكبرى في بينالي بنغلاديش الدولي ال14، وفوز الفنان محمد الغامدي في بينالي الشارقة الخامس. كما استعرض المراحل التاريخية في مسيرة الفن التشكيلي السعودي، ومناشطه وبعثاته الخارجية والمعارض الفنية التي أقيمت في مراحل مبكرة، مروراً بصالات العرض والجماعات الفنية وفكرتها والجهات المتبنية لهذا النوع من الفنون، كالرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون. الحفلة السنوية للتشكيليين تضمنت تنظيم معرض للتشكيليين وآخر للخط العربي، الذي أشرف عليه الخطاط إبراهيم العرافي، وعرضاً مرئياً لأنشطة الجمعية خلال العام الماضي أخرجه الفنان محمد العبلان، وعرضاً آخر للمعارض التي شاركت في الأيام الثقافية السعودية في أذربيجان وأوزباكستان. وأُعلنت في الحفلة جوائز المعرض الفني التشكيلي للمواهب الشابة، والتي تبرع بها الفنان طه الصبان وأشرف عليها الفنان سعيد العلاوي.