احتفل نحو 15 عريساً مساء أول من أمس بدخولهم القفص الذهبي، عبر مهرجان الزواج الجماعي ال21، الذي تنظمه لجنة الزواج الجماعي في المدينةالمنورة سنوياً، إذ زُفت كل عروس إلى عريسها في ليلة العمر، في صورة أعادت تكاتف الأهل والجيران والأصدقاء بحميمية الحي الواحد، في حضور أمين منطقة المدينةالمنورة المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين، وعدد من رجال الأمن والأعمال. وصدح صوت"الجسيس"خطيباً ومجيباً، وأقيمت الحفلة وسط حي من أحياء عالية المدينة، إذ نصب"التيزار"، وهو حائط قماشي عرفه أهالي الحجاز قديماً في الأعراس والمناسبات، وعلت أصوات التهاني والتبريكات ووزعت حلوى الزواج على الصغار والكبار. وأعربت فاطمة إبراهيم هبوبي، التي جاءت خصيصاً من جدة لتلبي الدعوة لحضور العرس ل"الحياة"، عن عميق سعادتها للمشاركة في الحضور، إذ باركت للشبان والفتيات ال30 إكمالهم نصف دينهم. وقالت هبوبي:"في كل عام نشارك أحباءنا وأصدقاءنا في العرس الجماعي، وأنا منذ خمس سنوات وأنا أشارك في الحضور"، مضيفة:"إن العرس الجماعي يشجع على الزواج، لأنه يقلل من الكلفة التي تقع على عائلة العريس في الغالب، كما أن لهذا النوع من الأعراس أثراً إيجابياً على الأفراد والمجتمع على حد سواء". وأردفت قائلة"إن العروس على رغم كونها لن تزف بمفردها، إلا أن الفتيات أصبحن يتقبلن هذا الأمر، وتوجد من تحرص على إقامة حفلة خاصة لها ولأسرتها وصديقاتها لاحقاً، لتجد فيها الخصوصية حسب رغبتها، لأن العرس الجماعي لا ينقص أي عروس من خصوصيتها في ليلة العمر، خصوصاً وأنهن لا يزفين إلى القاعة جماعياً". وجرت العادة على تنظيم العرس الجماعي في المدينةالمنورة منذ أكثر من 17 عاماً، وشهد في سنواته الأولى إرباكات ومزاحمات، فلم تنجح حفلة النساء مثلما نجحت حفلة الرجال، ولذلك أصبحت كل ثلاث عرائس كحد أقصى يقمن حفلهن في المكان الذي يخترنه لدعوة الصديقات والقريبات والجارات، ليشاركنهن ليلة العمر، ويتم اختيار المكان بحسب إمكانات عائلاتهن وأسرهن، فهناك من يقمن عرسهن في قصر أفراح أو في منزل إحداهن أو في إحدى الاستراحات الصالحة لإقامة الأعراس". وتؤكد هبوبي أن نسبة النجاح للزواج الجماعي قد تصل إلى 75 في المئة، إذ لا تتجاوز نسبة عدم التوافق وحالات الطلاق 25 في المئة، لأن العروسين لا يبدآن حياتهما الزوجية بالديون والأقساط التي تثقل كاهلهما، فضلاً عن أن اللجنة توفر جوائز تشجيعية وهدايا كمساعدة، فضلاً عن تقديم هدية للعروسين اللذين ينجبان باكراً. من جهته، أوضح رئيس لجنة الزواج الجماعي في المدينةالمنورة عدنان بن محمد بنجي، أن اللجنة تتكون من 200 شخص يندرجون تحت 13 لجنة من جميع الفئات والشرائح والمهن، لمشاركة الشباب في حفلة زواجهم. وقال بنجي:"قامت اللجنة بإطلاق المشروع بمهرجان الزواج الجماعي منذ العام 1413ه، والذي تنظمه مجموعة قبائل النخلي في المدينةالمنورة بجهود فردية، دعماً للشباب وتشجيعاً لهم على الاستقرار، وبناء حياة زوجية كريمة لا تبدأ بكلفة باهظة، إذ لا يدفع العريس سوى أربعة آلاف ريال فقط، وتمت زيادتها هذا العام فقط، نظراً لموجة الغلاء التي هاجمتنا، فأصبح كل عريس يدفع خمسة آلاف ريال عن الحفلة الرجالية، وألفي ريال عن الحفلة النسائية". وأكد أن اللجنة تراعي ظروف بعض العرسان المادية، فيتم خفض السعر لهم، كما يوجد من لا يتكلف بدفع أي مبلغ نظراً لضعف حاله المادية، مشدداً على أن هدف المهرجان هو خدمة المجتمع رجالاً ونساءً. وأضاف بنجي:"إن مشروع المهرجان انطلق منذ العام 1413ه، كأول مرة بنحو خمسة عرسان فقط، تحت شعار:"الزواج الجماعي توفير للجهد والوقت والمال"، ثم ارتفع العدد إلى ثمانية عرسان في العام الثاني، وتضاعف إلى 16 عريساً في العام الثالث، وتواصل عدد المشاركين فيه في الزيادة إلى أن وصل إلى 40 عريساً في العام 1423ه، وتكرر ذلك في العام 1428ه".