تعقد الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي المؤتمر العالمي للحوار في مدينة مدريد في الفترة من 16 إلى 18 تموز يوليو المقبل، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويناقش المؤتمر - الذي يأتي تواصلاً مع دعوة خادم الحرمين للحوار، واستجابة لنداء علماء الأمة الإسلامية له بعقد مؤتمر عالمي للحوار يُدعَى له المعنيون بالحوار من مختلف أتباع الرسالات الإلهية والثقافات - أهمية الحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، ويبحث في تعاون المجتمعات على مختلف أديانها وثقافاتها، في ما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة، ما يحقق العدل والأمن والسلام، ويسهم في إشاعة العفة واجتناب القبائح والرذائل، ويحافظ على تماسك الأسرة ويواجه آفات الإرهاب والظلم والمخدرات، وغير ذلك من المآسي البشرية. وتشارك شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية من المتخصصين في الحوار ومواضيعه، التي تتصل بحياة المجتمعات الإنسانية وبالتعاون الدولي وحقوق الإنسان وقضايا الأمن والسلام والتعايش المشترك في العالم. وأوضح الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي أن المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، واعتمدها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي نظمته الرابطة في مكةالمكرمة في الفترة من 30/5 إلى 2/6/1429ه، هي دعوة عالمية انطلقت من مكةالمكرمة، مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام وقبلة المسلمين. وقال:"إن المبادرة حظيت بإجماع إسلامي، برز واضحاً في نداء مكةالمكرمة، الذي أصدره العلماء والمفكرون المسلمون الذين مثلوا الأمة في المؤتمر". مشيراً إلى أن الرابطة تلقت العديد من الاتصالات من العلماء والشخصيات والمؤسسات ومراكز البحث الإسلامية والعالمية تؤكد أهمية عقد مؤتمر عالمي، يجمع شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية والثقافات المعتبرة وقادة الفكر والرأي ومحبي العدل والسلام، لاستعراض نداء مكةالمكرمة، الذي تضمن ما اتفق عليه المسلمون، ووضع برنامج عملي لحوار عالمي هادف لبناء مستقبل إنساني، تعززه المعتقدات الدينية والقيم والأخلاق والمشترك الإنساني، لمد جسور التعارف والتفاهم والتعايش بين الشعوب والأمم والطوائف المختلفة، ودعوة البشر إلى العودة لخالقهم واستلهام ما أنزله على رسله. وأشار إلى أن شخصيات بارزة من أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات الإنسانية المعتبرة، ستناقش مواضيع المؤتمر من خلال أربعة محاور حول الحوار وأصوله الدينية والحضارية، والحوار وأهميته في المجتمع الإنساني، واثر الحوار في التعايش السلمي، وفي العلاقات الدولية، وفي مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ، والمشترك الإنساني في مجالات الحوار، وتقويم الحوار وتطويره. وأشار التركي إلى أنه تم اختيار اسبانيا مكاناً لانعقاد المؤتمر لما تتمتع به من إرث تاريخي بين أتباع الرسالات الإلهية شهد تعايشاً وازدهارا أسهم في تطور الحضارة الإنسانية.