أكد مدير إدارة الخزانة والإصدار في مؤسسة النقد العربي السعودي ساما وليد السيال ل"الحياة"استمرار العمل بالإصدار الرابع للعملة السعودية السابقة التي تحوي صورة الملك فهد، إضافة إلى الإصدار الخامس الذي يحوي صورة الملك عبدالله جنباً إلى جنب، وعدم وجود نية لوقف الإصدار السابق أو وقف تداوله. وقال خلال ندوة أمس للتعريف بعمليات تزييف العملات في المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد، إن عدم تداول الإصدار السابق من العملة السعودية في عدد من الدول ربما يعود إلى إشاعات، وإن هذا غير نظامي، مشيراً إلى أنه لن يتم طرح إصدار جديد من العملة السعودية من فئة 20 و 200 ريال، إذ إن الفئتين طرحتا من أجل مناسبة خاصة، وهي مرور 100 عام على تأسيس السعودية، وليست جزءاً من الإصدار. وأوضح أن"هذه الندوة تعد جزءاً من الخطة المتكاملة لطرح الإصدار، إذ تتضمن الخطة الكثير من الأنشطة، من أهمها التعريف المباشر بكل فئة، وتعريف الجمهور بعلاماتها الأمنية، وبعد ذلك تأتي مرحلة تسلسل طرح فئات العملة، وبعد اكتمال الطرح انتقلنا إلى مرحلة توعية الجمهور، من خلال حملة منظمة من إعلانات وندوات ولقاءات مع مختصين في هذا المجال". وأكد ضرورة توعية الجمهور بعمليات تزييف الأموال التي تتواصل بشكل مستمر، حتى تتأكد"ساما"من تعرف الجمهور على العلامات الأمنية، ويستطيع التفريق بين الورقة الأصلية والورقة الأخرى المزوّرة، سواء للعملة المحلية أم الدولية. وأشار إلى وجود لجان مشكّلة بين مؤسسة النقد ووزارة الداخلية، ويوجد تنسيق بين جميع الجهات ذات العلاقة سواء أمنية أم غير ذلك. وأوضح أن حملة التدريب لكشف التزييف في العملات ستشهد تدريب العاملين في القطاع البنكي وفي القطاعات الأخرى ذات العلاقة أيضاً، وستشهد كذلك توعية كبيرة لهم مع الإصدار الجديد للعملة. وعن العملات الورقية التي تتعرض للتلف وفي حال رغبة مالكها تبديلها، أشار السيال إلى أن هناك مرسوماً ملكياً يحدد قيمة التعويض له، ولا بد من وجود 60 في المئة من حجم الورقة سليمة، وكذلك وجود التواقيع عليها، وأن تكون الأرقام سليمة،وما عليهم سوى زيارة أحد فروع مؤسسة النقد ال10. من جهته، أشار خبير الطبعات الأمنية الأميركي جون هاسلوب إلى أن تزييف العملة يعد إرهاباً اقتصادياً، ويتسبب في إفساد الدول من خلال إغراق السوق بعملات مزيفة، مشيراً إلى أن 80 في المئة من تزييف العملة في العالم يكون من خلال طابعات تبث الحبر، وهي لا تحتاج إلى خبرة كبيرة، بل إلى مجرد إجادة بسيطة للحاسب الآلي. وأضاف أن تقريراً أعدته الاستخبارات الأميركية أشار إلى أن بداية العمل في التزييف البسيط يكون من عمر 18 عاماً، وحين يمتهن الشخص التزييف بشكل كبير يكون من عمر 40 عاماً، وغالبية المزورين يرتبطون بتجارة المخدرات أو يبحثون عن الثراء السريع. وأكد هاسلوب أن تزوير العملة يواجه حصاراً عالمياً، على رغم تطوّر تكنولوجيا أجهزة ومعدات الطباعة والتصوير، مرجعاً ذلك إلى التقنيات الأمنية الحديثة التي استخدمتها معظم الدول في طباعتها لعملاتها، إذ أصبحت أكثر تطوّراً وتعقيداً مما كانت علية في الماضي، إضافة إلى ظهور تقنيات أخرى تُسهم في التعرف على العملات المزيفة. ولفت إلى توجّه المزيفين في مختلف أنحاء العالم إلى العملة الأوروبية اليورو بشكل أكبر من الدولار الأميركي، بسبب سعرها المرتفع وأهميتها وكثرة تداولها في بلدان مختلفة في القارة الأوروبية وعلى مستوى العالم.