كشفت دراسة أجرتها الأكاديمية الأميركية لجرّاحي العظام، أن 58 في المئة من خبراء العظام أكدوا وجود مرضى في فترة المدرسة يشكون ألماً في الظهر والكتفين اتضح أن سببه حقائب الظهر الثقيلة. ويقول أحد خبراء العظام:"إن الضغط الزائد على العمود الفقري والكتفين من الأحمال الثقيلة يسبب بعض المشكلات غير اللازمة عند الأطفال". وعرّف الاختصاصي في جراحة العظام في جدة الدكتور عادل فتحي في حديث إلى"الحياة"، معنى تقوس الظهر عند الأطفال بأنه"انحناء غير طبيعي في العمود الفقري وقد يكون إلى أحد الجانبين أو للخلف أو إلى الأمام". وأضاف"يظهر التقوس في مراحل عمرية مبكرة نتيجة عدم نمو إحدى أو بعض الفقرات بالكامل، فيؤدي ذلك إلى التقوس، وقد تكون للوراثة دور في ذلك، كما يوجد نوع من التقوس غير معروف السبب يظهر في بداية سن المراهقة". وأكد أن المشكلة تظهر أكبر في الحقيبة المدرسية التي تحمل بجانب واحد أو التي تحمل على جانبين، فالحقيبة بجانب واحد تؤدي إلى تقوس في ناحية واحدة، والتي تكون ثقيلة الحمل تؤدي إلى تقوس أمامي،"وكما هو معروف علمياً أن الحقائب ليست هي السبب الأساسي في التقوس، إلا أنها تؤثر على الأطفال". وشدد فتحي على أن المراحل الأولى للدراسة هي الأهم في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن الدول المتقدمة بدأت تهتم بهذه المشكلة عبر تغيير أسلوب التعليم، ويقول:"لقد زادت بالفعل كمية الكتب ووزنها التي يحملها الأطفال في حقائبهم، وقد تتعدى أحياناً 20 كيلو غراماً، ويفضل عدم حمل كل هذه الكتب إما باستخدام الحقائب على عجلات أو التي تجر ولا تحمل، أو من خلال عمل خزائن للكتب في المدارس، بحيث يتم وضع الكتب التي سيتم تدريسها كل يوم على حدة، وترك البقية في المنزل، ولكن هذا يحتاج إلى مزيد من العناية والمتابعة في المنزل لمساعدة الأطفال في ترتيب حقائبهم يومياً". ونفى فتحي المقولة التي تتردد من بعض الأسر ومفادها أن الطفل يحمل نصف وزنه قائلاً:"هذه المقولة غير صحيحة لأن الدراسات الحديثة أوصت في الوزن الذي يجب أن يحمله الطفل في حدود 15 في المئة من وزنه، ومعنى ذلك أن الطفل الذي يزن 30 كيلو غراماً يحمل خمسة كيلو غرامات فقط، أما الطفل الذي يزن 40 فيحمل ستة كحد أقصى، وهكذا". وأشار إلى أن المشكلات التي تترتب على حمل الوزن الزائد تتلخص في التسبب بآلام العضلات والمفاصل، وتغيير في مراكز توزيع الثقل على الجسم ما يؤدي إلى إجهاد للعضلات والأربطة ثم الانحناء في العمود الفقري. وأضاف"هناك الكثير من الأطفال يعانون من هذه المشكلات، ولكن ليس كل من يأتينا للفحص في المستشفى يمكن ملاحظة هذه المشكلة لديه، فيمكنك أن ترى أن بعض من يحمل الكتب على جانب واحد يمشي بميل وهذا ما يظهر للعين المجردة أكثر من الذين يحملونها على الجانبين والذين يحتاج فحصهما إلى أشعة تشخيصية لرؤية مدى الانحناء أو التقوس". وختم فتحي حديثه بضرورة التأكيد على أن نسبة الآلام ومشكلات الظهر للأطفال مقارنة بالكبار هي نسبة قليلة، ولكن يجب أن نتعامل معها بمزيد من الاهتمام في ظل"افتقادنا الإحصاءات الدقيقة والمتعلقة بإصابات الأطفال من حقائب الظهر".