فوجئت العديد من المدارس في مختلف المناطق السعودية بحجم الانسحاب عن التدريس في الصفوف الأولية في العام المقبل، بعد تقديم المعلمين استمارات الاعتذار عن تدريس الصفوف الأولية، والتي كشفت عن انسحاب عدد كبير من المعلمين العاملين في هذه الصفوف. وأوضحت الاستمارات المقدمة أن السبب الرئيس الذي دفع غالبية مدرسي الصفوف الأولية إلى الاعتذار عن تدريس هذه المرحلة، إلى إعلان وزارة التربية والتعليم قبل نحو شهرين إلغاء الحافز الوحيد المتبقي لمعلمي الصفوف الأولية، وهو تمتعهم بإجازاتهم قبل زملائهم معلمي الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية. وكان من المقرر أن تبدأ إجازة معلمي الصفوف الأولية بنهاية دوام الأربعاء الموافق للسابع من جمادى الثانية المقبل، إلا أن الوزارة ألغت هذا الحافز، وقررت بقاءهم على رأس العمل حتى الثاني من شهر رجب المقبل، قبل أن تفاجأ العديد من المدارس في مختلف المناطق بحجم الانسحاب الكبير لمدرسي هذه الصفوف. وأرجع عدد من المعلمين الذين قدموا اعتذارهم رفضوا الإفصاح عن أسمائهم أو مدارسهم، أسباب إقدامهم على هذه الخطوة، إلى حاجتهم للمراعاة والاهتمام بحقوقهم أكثر من ناحية الإجازات، خصوصاً وأن الصفوف الأولية تعد اللبنة الأولى لتأسيس النشء، لافتين إلى الجهد الكبير الذي يبذله معلم الصفوف الأولية، مؤكدين أنه يفوق بمراحل الجهد الذي يبذله المعلمون الآخرون. وانتقد المعلمون إجراء الوزارة القاضي بإلغاء الحافز الوحيد المتاح لهم لتشجيعهم على الاستمرار في تدريس طلاب الصفوف الأولية، مشيراً إلى أنهم باتوا يفضلون التوجه لتدريس الصفوف العليا، وترك تدريس الأطفال، باعتباره عملاً صعباً للغاية، و"لا يعرف صعوبته إلا من مارسه". يشار إلى نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور سعيد المليص، كان منح الأربعاء الماضي مديري التربية والتعليم في المناطق كافة"الحرية الكاملة"في تحديد موعد إجازة طلاب الصفوف الخمسة الأولى من المرحلة الابتدائية. واشترط المليص في رسالة جوال وجهها إلى مديري تعليم البنين"أن تكون الإجازة مربوطة باستكمال المناهج الدراسية للصفوف الخمسة الأولى". وبدأ عدد من مديري التعليم في التشاور مع منسوبيهم من المشرفين التربويين، للنظر في منح طلاب الصفوف الأولية مع معلميهم الإجازة من عدمها، وفق الأنظمة الخاصة بالمعلمين. ونقل هذا القرار أنظار المعلمين وطلابهم في آن معاً إلى القرارات التي سيتخذها مديرو التعليم، متطلعين أن تصدر بالموافقة على منحهم الإجازة المبكرة، كما كان الأمر سائداً خلال السنوات الماضية.