كشف الكتاب الإحصائي السنوي الصادر من وزارة الصحة، أن مدينة جدة تحتل المرتبة الأولى في الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي ج، مع وجود 1207 مصابين بهذا المرض في المحافظة، من بين ثلاثة آلاف شخص مصاب في السعودية. وأشار الكتاب الإحصائي إلى أن هذا المرض يدعى"الوباء الصامت"، وتطوره يستغرق نحو 15 سنة، وربما تصل المدة إلى 30 سنة، قبل أن يتسبب المرض في ضعف الكبد بالكامل. وشدد على أن التهاب الكبد الوبائي أكثر أمراض الدم المزمنة والمعدية شيوعاً على مستوى العالم، وتحدث الإصابة به من طريق نقل الدم مباشرة، أو من طريق أي منتج من منتجات الدم الأخرى. ويصاب بهذا المرض نحو 180 مليون شخص على مستوى العالم، ما يجعله أكثر انتشاراً بأربعة أضعاف على انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز". كما يعد التهاب الكبد الفيروسي سي المسبب الرئيس للتّليّف الكبدي وسرطان الكبد وفشل الكبد، على رغم أن العديد من المرضى يمكن شفاءهم منه. يعد التهاب الكبد الفيروسي ج من أسباب التهاب الكبد المزمن المهمة، وليس له أعراض في المراحل الأولى من الإصابة التي تمر عادة دون أن يعرف المصاب بحدوثها"أي أنه لا يسبب التهاباً حاداً في الكبد". تنتقل العدوى من الشخص المصاب إلى السليم من طريق الدم الملوث بالفيروس المعدي، ويكون ذلك بالطرق الآتية: أخذ دم منقول قبل عام 1992م، أي قبل اكتشاف فيروس التهاب الكبد الفيروسي ج، والمشاركة في الإبر المستعملة لحقن الأدوية المخدرة، والوخز أو الجرح اللاإرادي بإبرة أو مشرط ملوث بالفيروس، أثناء العمل في المختبرات أو في غرف العمليات أو للعاملين في غسيل الكلى، والوشم أو الحجامة بإبر غير معقمة، أو الحلاقة بموس ملوث بدم شخص مصاب بالفيروس. كما ينتقل المرض من طريق الجماع الجنسي، وهذه الطريقة ليست مهمة جداً، لأن الفيروس لا يوجد بكثرة في سوائل الجسم، ولذلك فإن انتقاله لا يحصل بصورة مؤكدة، إضافة إلى انتقاله من طريق الشذوذ الجنسي أو الزنا. وفي المقابل، لا تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد بمصافحة أو معانقة الشخص المصاب بالمرض، أو حامل الفيروس المعدي، أو الجلوس إلى جانبه. أما عن طرق تجنب المرض والوقاية من التهاب الكبد الوبائي الفيروسي ج، فتتضمن تجنب استخدام فرش الأسنان وأمواس الحلاقة الخاصة بالآخرين، وتجنب تعاطي المخدرات، وخصوصاً التي تستعمل من طريق الحقن، وتجنب استعمال الحقن وأدوات التحليل للسكر التي سبق أن استعملها شخص آخر، واستعمال الواقي أثناء الجماع، إذا كان الطرف الآخر مصاباً بالمرض، والابتعاد عن الزنا واللواط المحرمين شرعاً. كما ينصح بالحذر أثناء التعامل مع الدم الملوث بالنسبة للعاملين في المجال الصحي، ولبس قفازات أثناء التعامل مع الدم في الحوادث المنزلية الجروح عندما يكون أحد أفراد الأسرة مصاباً بالمرض، ولم يكتشف لقاح خاص بالمرض حتى الآن.