أعلن الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة منصور الميمان إلغاء منافسة إنشاء خط سكك الحديد، الممتد من مطار الملك خالد الدولي في الرياض إلى تقاطع الزبيرة الرئيس، والذي تأهلت لإنشائه شركة السكك الحديد الروسية، وهو يقع ضمن مشروع السكة الحديد العملاق الشمال ? الجنوب. وقال الميمان في تصريح خاص إلى"الحياة":"أنه لم يتم اختيار الشركة الروسية بشكل نهائي، ونحن ألغينا المنافسة ومن حقنا أن نلغيها في أي وقت، في حال عدم توافر الشروط الفنية". وأضاف:"نحن نبحث عن مصلحتنا، فهذا الخط مهم جداً بالنسبة لنا، ولا يمكن أن نفرط في أي شيء فيما يتعلق بالنواحي الفنية أو التنفيذية، وهناك أشياء رأينا أنه من الواجب أن تُستكمل، ولم نقم بترسية الخط لحين استكمال كل النواحي". وعما إذا كان تم تحديد موعد جديد للطرح، قال الميمان:"سيكون ذلك قريباً، ولو دخل المنافس الروسي مرة أخرى فهذا حقه، والمنافسة المطروحة مهمة، إذ تمر في مناطق مهمة مثل العاصمة الرياض، وبالتالي لا يمكن أن تُطرح من دون استكمال جميع الاجراءات والشروط". ونفى الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة أن يكون السبب في إلغاء المنافسة هو العلاقات الدولية، وذلك وفق ما صرح به رئيس الشركة الروسية فلاديمير ياكونين أمس. وكان ياكونين قال في كلمة ألقاها أمس في مجتمع للأعمال في مدينة سوتشي الروسية على البحر الأسود إن"السعودية ألغت نتائج المنافسة الخاصة ببناء خط سكة حديد فازت بها شركة السكك الحديد الروسية". وأضاف ياكونين ان هذا القرار لا يعود لمشكلة تكنولوجية وليس بسبب شركة السكك الحديد الروسية، بل جاء لمشكلة في العلاقات الدولية. وكانت شركة السكك الحديد الروسية أعلنت في كانون الثاني يناير الماضي، فوزها بالمنافسة الخاصة ببناء خط لسكك الحديد يربط بين مدينة الزبيرة ومطار الملك خالد الدولي الرياض. وتسلمت الشركة الروسية خطاباً رسمياً من وزارة المالية السعودية، يتضمن دعوة لإجراء محادثات حول إبرام عقد بقيمة نحو 800 مليون دولار. وأكد ياكونين - آنذاك - أن المشرفين على المنافسة وجدوا عرض الشركة الروسية أفضل من عروض المشاركين الآخرين. وكان من المقرر أن تلتزم شركة السكك الحديد الروسية ببناء خط حديدي طوله 520 كلم، إلى جانب مد 621 أنبوباً لتصريف المياه، وبناء 20 معبراً للجمال، و26 نفقاً وجسراً للقطارات والسيارات، و8 جسور لسكك الحديد. وسيتجاوز حجم أعمال الحفر بحسب التقديرات الأولية 112 مليون متر مكعب. واعتبرت موسكو في وقتها فوز الشركة الروسية بالمناقصة أول خطوة ملموسة على طريق تجسيد سعي الحكومة الروسية الرامية إلى توثيق العلاقات الثنائية مع السعودية. وينقسم مشروع الشمال - الجنوب إلى 4 أجزاء، وطرحت السعودية كلاً منها في منافسة دولية منفردة. والجزء الأول عبارة عن خط سكة حديد يبلغ طولها 650 كلم، ويمتد من الزبيرة إلى رأس الزور من أجل نقل البوكسيت، والجزء الثاني عبارة عن خط حديدي بطول 782 كلم يربط الزبيرة بحزم الجلاميد، لنقل الخامات المعدنية أيضاً. أما الجزء الثالث فهو ذلك الخط نفسه الذي رسا على شركة السكك الحديد الروسية، وهو الوحيد من بين الخطوط الأربعة الذي يخصص لنقل الركاب. والجزء الرابع عبارة عن خط سكة حديد بطول 440 كلم من مفرق حزم الجلاميد إلى الحدود الأردنية شمال السعودية. ويعد مشروع الشمال - الجنوب من أكبر المشاريع في منطقة الشرق الأوسط، إذ يتوقع أن يبلغ الطول الإجمالي لخطوطه 2400 كلم، وتتجاوز قيمته بليوني دولار. ويتحمل تمويل المشروع صندوق الاستثمارات العامة التابع لوزارة المالية. ومن المنتظر أن يتم إنجاز المشروع في عام 2010.