تابع حشد من صُناع السينما والمهتمين مساء أمس، أول تظاهرة سينمائية، تستضيفها المنطقة الشرقية، ستشهد على مدى أيامها الخمسة المقبلة، عرض 47 فيلماً، أخرج 40 منها سعوديون. وأكد راعي التظاهرة وزير الثقافة والإعلام إياد أمين مدني، في كلمة مرتجلة ألقاها في حفلة افتتاح مسابقة الأفلام السعودية بمسرح جمعية الثقافة والفنون، على أن وزارته"ستقدم كل الدعم لإنجاح مسيرة الفيلم السينمائي السعودي"، مشدداً على نجاح المسابقة، لأنها"محك مهم لتجاوز حال الرفض التي تواجهها السينما في السعودية، وقد تسهم هذه المسابقة وغيرها من الأنشطة المشابهة، في إيجاد قناعة لدى السعوديين بأهمية الفيلم"، مشيراً إلى أهمية الفيلم"الذي من خلاله يمكن أن نوصل ثقافتنا ورؤيتنا إلى العالم"، مستشهداً في هذا الصدد بأفلام عدة باقية في ذاكرته"مثل فيلم المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد، و"الرسالة"و"عمر المختار"، وأيضاً الفيلم الصهيوني"الهجرة"، الذي صنع رأياً عاماً حول العالم، ساعد على تقبل الكثيرين لفكرة اغتصاب وطن فلسطين من أهله، وزرع شعب آخر مكانه الصهاينة". وقال:"إذا كان لدينا شعراء ونقاد ومثقفون متميزون، فلا بد ان يكون لدينا أيضاً مخرجون وكتّاب سيناريو وطواقم لإنتاج الأفلام السينمائية". وأثار مجموعة من الحضور المتدينين الانتباه، حين غادروا في شكل جماعي قاعة الاحتفال، فور عرض فيلم وثائقي حول المخرج السعودي عبدالله المحيسن، لأنه"يحوي موسيقى، وهي حرام"، كما قال أحدهم، وهو يغادر القاعة. وكرم الوزير مدني المخرج السعودي عبدالله المحيسن بإهدائه"نخلة ذهبية"،"بصفته رائداً للعمل السينمائي في المملكة"، بحسب مسؤول المسابقة الشاعر أحمد الملا، الذي أوضح أن"تكريم الرواد تقليد سيستمر في كل عام". وتشهد المسابقة عرض أفلام للمحيسن، هي"اغتيال مدينة"و"تطوير مدينة الرياض"و"الإسلام جسر المستقبل"و"فنون شعبية". وعبر المحيسن عن فخره بالتكريم، وقال:"تم تكريمي في مهرجان دولية عدة، ولكن تكريمي ولأول مرة في وطني يعني ليّ الكثير". وتواصلت فقرات الحفلة، إذ قال رئيس جمعية الثقافة والفنون في الدمام عبد العزيز السماعيل:"إن الجمعية والنادي يدشنان من خلال هذه المسابقة، مرحلة ثقافية وفنية خلاقة، في تعاون غير مسبوق بينهما". فيما اعتبر مسؤول المسابقة أحمد الملا في كلمته، المسابقة"مُغامرة فنية في مجال مُغرٍ بقدر ما هو شائك"، مشيراً إلى هدف ظاهر للمسابقة، يتمثل في"الأفلام التي ستعرض على مدار خمسة أيام، لنراها للمرة الأولى في تظاهرة فنية كهذه"، أما فحوى المسابقة، فهو أن"يلتقي صُناع الأفلام والمهتمون بالسينما في موقع واحد، يتبادلون الرأي ويتداولون الأفكار". وإذا كانت ليلة الافتتاح اقتصرت على عرض فيلم واحد، هو"حلم بريء"للمخرج السعودي بشير المحيشي، فإن المسابقة تستضيف ثلاثة أفلام عربية تحت عنوان"نوافذ عربية"هي"تنباك"للإماراتي عبدالله حسين و"بين شطين وميه"للسوداني علاء منصور و"غياب"للبحريني محمد بوعلي. كما تستضيف ثلاثة أفلام خليجية للمخرج الإماراتي نواف الجناحي، تحت عنوان"مخرج تحت الضوء"هي:"على طريق"و"أرواح"و"مرايا الصمت". أما"خارج المسابقة"فسيعرض"القطعة الأخيرة"للسعودي محمد بازيد و"طفلة السماء"للسعودي، أيضاً، علي الأمير.