أخيراً وبعد انتظار طويل تودع الجماهير الرياضية مساء اليوم أسطورة الملاعب السعودية ماجد أحمد عبدالله بعد مسيرة ذهبية حافلة بالأداء استمرت 22 عاماً، وذلك عبر المباراة الدولية الودية التكريمية التي ستقام بين فريقي النصر السعودي وريال مدريد الإسباني على استاد الملك فهد الدولي في الرياض. وتأخرت حفلة الاعتزال ومهرجان التكريم للجوهرة السمراء لأكثر من عشرة أعوام كانت فيها الجماهير السعودية والعربية تنتظر أحداثها ولحظاتها بفارغ الصبر، وتتحين فرصة مشاهدة أفضل هداف في تاريخ القارة الآسيوية وهو يغازل معشوقته للمرة الأخيرة في الليلة الوداعية، ولكن الحفلة المنتظرة عانت من كثرة التأجيلات لأسباب مجهولة وأعذار إدارية لم تكن مقبولة من الجماهير النصراوية خصوصاً والسعودية عموماً، وسط صمت رهيب من الهداف الأسطوري الذي كان يشاهد بمرارة كرنفلات الاعتزالات العالمية تقام للاعبي جيله، ليأتي التحرك الأخير من عضو الشرف النصراوي الأمير فيصل بن تركي بمثابة المفاجأة السارة التي أسعدت الجميع عندما أعلن عن إقامة حفلة التكريم رسمياً بمشاركة الفريق الملكي ريال مدريد الإسباني بكامل نجومه وفي مقدمهم راؤول غونزاليز والحارس أيكار كاسياس والهولندي رود فان نيستلروي والبرازيلي روبينيو. ويحظى"بيليه الصحراء"ماجد عبدالله بشعبية جماهيرية جارفة في الأوساط النصراوية والسعودية، ويحمل سجلاً وافراً من الألقاب الذهبية والأرقام التهديفية، إذ سجل 533 هدفاً منها 67 هدفاً. ولد ماجد عبدالله في جدة عام 1958، وانتقل مع أسرته إلى الرياض بعد ست سنوات، وقاد فريقه لتحقيق 11 بطولة محلية وخليجية وقارية، وحصل على لقب هداف الدوري السعودي ست مرات وهو رقم لم يصل إليه أي مهاجم آخر. وحصد ماجد على جائزة اللاعب المثالي في السعودية أربع مرات، واختاره الاتحاد العربي لكرة القدم سفيراً للعب النظيف عام 1999، ولم يحصل على مدى 22 عاماً سوى على بطاقتين صفراوين وأخرى حمراء. ولعب السهم الملتهب آخر مبارياته على المستطيل الأخضر في 12 نيسان أبريل 1998 في نهائي كأس الكؤوس للأندية الآسيوية الذي فاز به فريق النصر بعد تغلبه على سامسونغ الكوري الجنوبي بهدف مقابل لا شيء، وأطلق عليه الكثير من الألقاب ومنها:"جلاد الحراس"وپ"جوهرة العرب"وپ"هداف العرب"وپ"السهم الملتهب"وپ"عاشق الأهداف"وپ"بيليه الصحراء"وپ"الغزال الأسمر"وپ"الرأس الذهبية"وپ"الطوفان"وپ"كبير الهدافين".