اشتكى تجار وعاملون في أسواق تشليح السيارات السعودية من فوضى وعشوائية تحكم السوق، معربين عن استيائهم وقلقهم الشديدين من العمالة السائبة التي باتت تسيطر على جانب كبير من السوق وتتحكم في الأسعار. وقال هؤلاء في تصريحات إلى"الحياة"إن أسواق التشليح زبائنها ليسوا فقط من السعوديين، بل تستقطب زبائن من دول عربية أخرى، فيما اشتكى مواطنون من مغالاة بعض التجار في أسواق التشليح، خصوصاً أنهم يعرفون قطع الغيار التي لا توجد في الوكالات. وقال شيخ طائفة التشليح والحديد في منطقة جدة عبدالله السفري ل"الحياة"إنه يدخل سوق التشليح يومياً نحو 100 سيارة، ويبلغ عدد محال السوق 400 محل، ويقدر حجم السوق بنحو 13 بليون ريال. ووصف سوق تشليح السيارات السعودية بأنها الأكبر في الشرق الأوسط،"ولدينا زبائن من معظم الدول العربية مثل العراق ومصر واليمن، وهم دائماً يأتون في موسم الحج". وعن كيفية البيع في السوق قال السفري إن البيع يتم بطريقة رسمية موثقة من مكتبنا، ويتم إعطاء البائع ورقة إلى إدارة المرور للتأكد من سلامة وضع السيارة، بعدها تتم عملية الشراء وتفكيك الأجزاء السليمة من المركبة وعرضها للبيع، أما بقية الأجزاء المعدنية مثل هيكل السيارة فإننا لا نستطيع بيعه، ويقوم بشرائها العاملون في مجال الحديد، ليقوموا بكبسها تمهيداً لبيعها للمصانع. وطالب بوجود مكتب مرور في سوق التشليح لرصد وضبط دخول السيارات وخروجها وتخليص إجراءات التشليح، مشيراً إلى أن سوق تشليح بريمان في جدة عمرها 30 عاماً، وهي من دون كهرباء ومن دون دورات مياه وتنظيمها عشوائي، ويكثر المخالفون في جميع أماكن التشاليح في المملكة وهم غير نظاميين. ويقول أحمد منسي أحد العاملين في تجارة قطع السيارات المستعلمة، إن المشكلة التي تواجهنا دائماً هي العمالة السائبة، فهي تزاحم أبناء البلد في الرزق، وهي عمالة شبه مسيطرة على التشليح، لافتاً إلى أن سوق التشليح تشهد منافسة شديدة، ولذلك نقوم بخفض الأسعار لجذب الزبائن، خصوصاً مع ارتفاع أسعار قطع الغيار الأصلية، ولذلك يلجأ إلينا الزبائن للحصول على الأرخص. من جانبه، يقول مسعد الرشيدي أحد العاملين في التشليح، إن جزءاً كبيراً من قطع الغيار الموجودة في التشليح هي سيارات معدومة، ونشتري تلك السيارات من شركات تأجير السيارات بأسعار متفاوتة، وعندما نقوم بتسعير السيارة ننظر أولاً إلى مستوى التصادم وللقطع التي تضررت والتي لا تزال تعمل ونوع السيارة وموديلها. وعن أسباب الإقبال الكبير على شراء هذه القطع، قال إن السبب هو السعر المتدني الذي يقل عن سعر الوكالة بنسبة 7 في المئة على الأقل. أما سعد الدوسري الذي يعمل أيضاً في سوق التشليح، فقال إنه بدأ بمزاولة هذه المهنة منذ 14 عاماً برأسمال 800 ألف ريال، وأنه يشتري أنصاف سيارات أو الحاويات الكاملة، ثم يقوم بفرز القطع وتنظيفها من الأتربة والشحوم والزيوت العالقة بها لتبدو نظيفة تماماً وتشبه الجديدة، مشيراً إلى أن سوق تشليح السيارات تعتبر العدو الأساسي لسوق قطع غيار السيارات الجديدة، لكون أسعارها تتناسب مع جميع الدخول. ويقول المواطن عيسى الذروي إنه عادة ما يشتري قطع غيار سيارته من سوق التشليح،"وقبل الذهاب إلى السوق أعرف سعر القطعة التي أرغب في شرائها من الوكيل نفسه"، موضحاً أن تجار سوق التشليح لديهم معرفة بالقطع غير الموجودة بالوكالات ويتحكمون في الأسعار، وتجد القطعة المستعملة سعرها أغلى من الوكالة أحياناً. يذكر أن تجارة سوق تشليح السيارات تشغل مساحة كبيرة في السوق العالمية، وتحظى باهتمام كبير من الدول الصناعية الكبرى، التي تسعى شركاتها لتجميع أكبر كميات من السكراب من مختلف أسواق العالم، لاستخدامه بديلاً عن خام الحديد في صناعة الحديد والصلب، أو إعادة ترميمه وتنظيفه واستعماله قطع غيار بديلة.