كشفت دراسة ميدانية أن الآباء يأتون في مقدم الأشخاص، الذين يسيئون إلى أطفالهم، يليهم الإخوة ثم الأقرباء فالأمهات ومن بعدهم المعلمون، ويتذيل القائمة الأصدقاء. كما أوضحت أن 38.7 في المئة من أفراد المجتمع السعودي يستخدمون كلمات نابية مثل"غبي، كسول، قبيح..."تجاه أبنائهم. وأشارت الدراسة التي أعدها الأستاذ المساعد في كلية الطب في جامعة الطائف الدكتور علي بن حسن الزهراني، وعرضت في مؤتمر"الأسرة والتغيرات المعاصرة"، إلى أن أخطر مرحلة لتلقي الأطفال لتلك الألفاظ هي من سن 10 وحتى 15 سنة، بسبب توتر العلاقة بين الآباء وأبنائهم. ويعود السبب في ذلك بحسب الزهراني إلى"دخول الأطفال مرحلة المراهقة، ورفضهم تلقي الأوامر والنواهي، بينما لا يزال الآباء وغيرهم من الراعين، يرون أنه لا يزال طفلاً ويحتاج إلى تعديل السلوك، وإن لم يكن بالضرب فبالإهانة". وحذر الزهراني من خطر تعرض الأبناء إلى اضطرابات نفسية تلحق بهم حتى بعد تجاوزهم هذا العمر، نتيجة هذه الألفاظ من دون علم من مطلقيها بمخاطرها، مشيراً إلى من المشكلات التي قد يولدها استخدام مثل هذه الألفاظ، عدم تقدير الذات والاندفاعية والعدوانية والقلق والاكتئاب واضطراب النوم والوظيفة الاجتماعية. ولفتت الدراسة إلى أن وعي الأفراد ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً بخطر مثل هذه الألفاظ أكبر بكثير ممن يزيد عمرهم على الثلاثين، إذ كانت نسبة مستخدميها فيمن تقل أعمارهم عن 30 نحو 21.9 في المئة، في حين تجاوزت فيمن يزيدون على هذا العمر ما نسبته 37.5 في المئة. وفي سياق ذي صلة، أكدت دراسة محلية حديثة، أجراها مركز مكافحة أبحاث الجريمة في وزارة الداخلية أخيراً، تعرض 21 في المئة من الأطفال السعوديين للإيذاء بشكل دائم، مشيرة إلى تفشي ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي بشكل عام. وأوضحت أن 45 في المئة من الحالات يتعرضون لصورة من صور الإيذاء في حياتهم اليومية، إذ يحدث الإيذاء بصورة دائمة ل 21 في المئة من الحالات، في حين يحدث ل 24 في المئة"أحياناً"، ويمثل الإيذاء النفسي أكثر أنواع الإيذاء تفشياً بنسبة 33.6 في المئة، يليه الإيذاء البدني بنسبة 25.3 في المئة، وغالباً ما يكون مصحوباً بإيذاء نفسي، يليه الإهمال بنسبة 23.9 في المئة. واحتل الحرمان من المكافأة المادية أو المعنوية المرتبة الأولى من بين أنواع الإيذاء النفسي بنسبة 36 في المئة، تليها نسبة الأطفال الذين يتعرضون للتهديد بالضرب بنسبة 32 في المئة، ثم السب بألفاظ قبيحة والتهكم بنسبة 21 في المئة، ثم ترك الطفل في المنزل وحيداً مع من يخاف منه. وفي حالات الإيذاء البدني، ذكرت الدراسة أن أكثر صور الإيذاء البدني تفشياً هي الضرب المبرح للأطفال بنسبة 21 في المئة، يليها تعرض الطفل للصفع بنسبة 20 في المئة، ثم القذف بالأشياء التي في متناول اليد بنسبة 19 في المئة، ثم الضرب بالأشياء الخطيرة بنسبة 18 في المئة، ثم تدخين السجائر والشيشة في حضور الأطفال بنسبة 17 في المئة. واحتل"الإهمال"المرتبة الثالثة من أشكال الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال في السعودية، بعدم اهتمام الوالدين بما يحدث للطفل من عقاب في المدرسة بنسبة 31 في المئة. وأوضحت الدراسة أن أعلى نسبة للأطفال الذين يتعرضون للإيذاء النفسي بصورة دائمة كانت في المرحلة الابتدائية بنسبة 36.4 في المئة ثم المرحلة الثانوية بنسبة 36 في المئة، ثم المرحلة المتوسطة بنسبة 30 في المئة.