جاء فوز النصر بلقب مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ليسهم بصورة مباشرة في تأكيد أن رقعة المنافسة على ألقاب البطولات السعودية تزداد بزيادة عدد الفائزين بها بعد أن اقتصرت في الأعوام الأربعة الماضية على أربعة فرق هي: الاتحاد والهلال والشباب والأهلي، اتساع هذه الرقعة يصفه النقاد الرياضيون بالظاهرة الصحية، في إشارة إلى شراسة المنافسة وقوة الفرق. ويؤكد العارفون بخبايا الكرة أن هذه الزيادة تصب أولاً وأخيراً في مصلحة الفريق الوطني، لأنها تتيح أمام المدرب الأول في المنتخب فرصاً واسعة عند اختيار اللاعبين. أعاد فوز النصر بالكأس التي كانت آخر عهده بالكؤوس المحلية ذكريات لدى عشاق"الأصفر"، الذين صبروا فكان الظفر موازياً لتلك الفترة التي بقوا فيها بعيدين عن منصات التتويج. في كل مرة يثبت النصر والهلال أن التنافس بينهما يعد الأقوى محلياً حتى وإن دخل في هذه الدائرة في السنوات العشر الأخيرة فريق الاتحاد، لكن تنافس الجارين التقليديين لم يتغير بسبب بعد النصر عن البطولات في الوقت الذي كان الهلال فيها قريباً منها. وفي كل مرة أيضاً يظهر التنافس الهلالي النصراوي بشكل يعكس التنافس الرياضي الشريف، فحرارة المباراة لا تتعدى المستطيل الأخضر ولا تنعكس خارج زمن المباراة. في يوم الإنجاز النصراوي يتذكر مناصرو"العالمي"باني مجد النصر الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود، ومآثره التاريخية التي أسهمت في بقاء النصر في دائرة الضوء الجماهيري والإعلامي حتى ولو كان بعيداً عن التتويج. يأتي الفوز النصراوي ليعيد ترتيب البيت"الأصفر"بشكل جديد وليعيد اللحمة بين أعضاء الشرف الذين بحثوا عن البطولة كل بطريقته، وجاءتهم فهل سيشهد الاجتماع المنتظر للنصراويين بداية عهد جديد بينهم. على رغم من التهم التي طالت الإدارة النصراوية برئاسة الأمير فيصل بن عبدالرحمن ونائبه الأمير الوليد بن بدر والمتمثلة في التشكيك بقدراتهما على إعادة الوهج للفريق إلا أنهما نجحا أخيراً في الوقوف في وجه العاصفة وقدما فريقاً ذهبياً أذاق النصراويين طعم البطولات بعد جفاء استمر عقداً من الزمن، اللقب أتى ليؤكد صحة النهج الذي رسمه الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن عبدالرحمن، ويتوج مسيرة للأمير الوليد، الذي كسب الجولة من أمام الجميع في مشواره الطويل في دفاعه عن فريقه إعلامياً وبشتى الوسائل. لن نقول جديداً عندما نؤكد المقولة العربية القديمة:"الوصول إلى القمة أمر سهل، لكن المحافظة عليها هو الأصعب"فهل تدرك الإدارة النصراوية الناجحة هذا المفهوم؟ وتبدأ في تطبيقه والسعي إلى المحافظة على هذه المكتسبات التي تحققت في وقت قصير.